عادة الساتي

عادة الساتي

ما هي عادة الساتي؟ ولماذا ظهرت ممارسة الساتي إلى حيز الوجود؟

عادة الساتي هي عادة قديمة من الطقوس الهندوسية محظورة الآن، حيث تقوم الأرملة إما طواعية أو بالإكراه بالتضحية بنفسها بعد وفاة زوجها في محرقة جنازته وتحترق حية .كان ساتي تقليدًا يحتم على الأرملة إما تعانق الموت و تلتحق بزوجها أو تقضي بقية حياتها في الترمل.

تدق الطبول و يستعد الجميع للطقوس الجنائزية و يكون الأمر أشبه بالإحتفال يحظره جميع أهل القرية و يتم بمباركة من رجال الدين. وتفتخر الأرملة الهندوسية بتضحيتها بنفسها وأما إذا رفضت يلحق بها العار ويشكك في وفائها

لزوجها ..


إلى جانب الهند ، كانت تُمارس عادة الساتي في العصور القديمة في أوروبا ووسط وغرب آسيا .كما شوهدت في في أماكن مثل إندونيسيا وفيتنام. ساتي كانت موجودة في الهندو أوروبية وفي ثقافات أخرى أيضًا. كانت الممارسة مرتبطة بوضع المرأة في المجتمع.

يُنظر إليها على أنها سمة من سمات من الطبقة الملكية الهندوسية المحاربة في شبه القارة الهندية .

تظل ساتي بقعة سوداء في الهندوسية ويتفق العلماء و المفكرون أن لا مبرر شرعي وراءها ولا جدوى منها . عديد المقالات توضح أن ساتي لم يكن فريضة دينية وفقًا للكتاب المقدس الهندوسي إلا أن رجال الدين براهمة الهندوس كانوا يباركون ويشجعون على مثل هذا الشر الاجتماعي.

من هي ساتي؟

ساتي في اللغة السنسكريتية ("المرأة الفاضلة") وترمز في الديانة الهندوسية إلى إحدى زوجات الإله شيفا التي تزوجت منه ضد رغبة والدها. عندما فشل والدها في ذلك ماتت ساتي لتضحية كبيرة ، و ولدت من جديد في وقت لاحق كإلهة بارفاتي حسب أساطيرهم.

أصل ساتي لا يزال موضوع نقاش .بعض السجلات الموثوقة الموجودة عن ساتي تعود إلى ما قبل إمبراطورية جوبتا وحسب ما سجله المؤرخ اليوناني أريستوبولوس عندما رافق الإسكندر الأكبر في بعثته إلى الهند في عام 327 قبل الميلاد أن أرامل بعض القبائل يفخرون بتضحية أنفسهم وأن أولئك الذين رفضوا قد تعرضوا للعار.

لكن يُعتقد أن ساتي نشأ من الطبقة الأرستقراطية المحاربة في شمال شبه القارة الهندية بدءًا من القرن الخامس ميلادي. تشير السجلات الأولية لـ Sati إلى أنه نادرًا ما لوحظ من قبل عامة الناس بل إنه كان مبادرةً من نساء العائلات الملكية المحاربة لبعض المجتمعات الهندوسية على وجه الخصوص . فيما بعد بدأ أفراد عامة الشعب بتمجيدها ابتداء من القرن العاشر الميلادي و مع مرور الوقت اكتسبت الممارسة شعبية جعلتها تمتد حتى القرن السادس عشر الميلادي حيث بدأ بعض الحكام المغول المسلمون في تعديلها .و أصبح ساتي تقليداً منتشرًا .

وأحياناً هذه العادة تبرر من وجهة نظرهم بتعلة حماية شرف النساء في الحرب من أسر العدو و الذي هو الغزاة المسلمين زاعمين أنهم قاموا باضطهاد و اغتصاب نساء المدن التي تم الاستيلاء عليها. و هذا شكل معين من ساتي يسمى جوهار ، وهو التضحية الجماعية بالنفس من قبل النساء لتجنب الأسر والاستعباد والتي عرفت بها طبقة راجبوت خلال حقبة النزاعات الرجبوتية الإسلامية .

ومن هنا ينسبون سبب إنتشار واستفحال هذه الظاهرة إلى الغزو الإسلامي .بيد أن حالات ساتي قبل هذه الغزوات الإسلامية واضحة و بينة أيضًا.


أي إمبراطور مغولي أبطل نظام ساتي في الهند؟

تم حظر ممارسة الساتي عدة مرات بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر. خلال فترة حكم المغول المسلمين ، حاول العديد من أباطرة المغول التخلص منها.

كان الإمبراطور المغولي همايون أول ملك فكر في حظر هذه الممارسة إلا أنه لم يصل إلى هدفه بسبب الظروف و النزاعات التي تشغله في الحكم . كان ابنه أكبر هو الذي قام بإصدار أوامر رسمية تمنع ساتي .في عام 1582 ، حظر الإمبراطور المغولي أكبر ساتي ، وفي عام 1663 ، حاول أورنجزيب إنهاؤها مرة أخرى.

وفقًا لـ Annemarie Schimmel ، كان الإمبراطور المغولي أكبر يمقت ممارسة ساتي ؛ إلا أنه أشاد عن تقديره و إعجابه بـقوة إرادة الأرامل اللاتي أردن الانضمام إلى أزواجهن المتوفين في المحرقة وفرط وفائهن. لكن كرهه للظلم و الإساءة كان أكبر من السكوت عن ذلك .فأصدر في عام 1582 أمرًا بمنع محاولة ارتكاب الساتي كأمر غير قانوني ويعاقب عليه

و منع كذلك أي تمجيد أو إجبار أو إكراه على ساتي.

كما شجع أكبر على زواج الأرامل فمثلاً تزوجت أخته بعد ترملها من شريف الدين ميرزا وذلك انتهاجاً لمنهج الإسلام واقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي تزوج من زوجته الأولى خديجة رضي الله عنها وقد كانت أرملةً متوفى عنها زوجها ،ولم يرى في ذلك عيبا أو مانعا.

حتى أن الإمبراطور أكبر ركب في إحدى المناسبات بنفسه حصانه وقطع مسافة ما يقرب من مائة ميل بأقصى سرعة لإنقاذ أرملة راجبوتية ، ابنة رجا أودي سينغ من جايبور من ارتكاب ساتي. لا سيماو أن البديوني ناقد أكبر الرئيسي

،أكد ذلك وكتب أن جلالة الملك أمر بعدم حرق امرأة هندوسية وعدم إجبار المرأة بأي حال من الأحوال على حرق نفسها ضد إرادتها.

تحريض رجال الدين الهندوس على فعل مثل هذا الشر الإجتماعي لمبررات دينية باطلة

أكبر لم يقادر على منع ممارسة ساتي هذه لأن الإكراه و الإجبار على ترك عادة دينية لدى شعبه يتعارض مع مشروعه التسامحي و رغبته في إقامة العدل و توحيد الهند بمختلف أديانها . فأكبر مسلم والإسلام دين تسامح

.في كتابه الشهير أكبر ناما ، نهى عن هذه العادة لكنه لم يتمكن من إرساء الحظر النهائي و الكامل بل نجح فقط في منع الحالات القسرية منها أي التي يكون بإجبار و اكراه الأرامل دون رغبتهن في ذلك .أكبر و والده همايون حاولوا إيقاف هذه الممارسة لكنهم لم يذهبوا إلى حد فرض حظر على الممارسة بموجب القانون لأن ذلك سيعني التدخل في الطقوس الدينية للهندوس ولم يرغبوا في الذهاب إلى هذا الحد.

واصل بعده الإمبراطور جهانجير على خطى سياسة والده.

الإمبراطور اللاحق أورنجزيب حفيد أكبر كان حازمًا و كان صارمًا للغاية في حظر هذه العادة الإنتحارية للساتي. أصدر في عام 1663 فرمان بموجبه كل من يمارس حرق النساء في إمبراطورية المغول يعاقب بقسوة. وعارضه الهندوس في ذلك الوقت وشككوا فيه. تم إعدام العديد من الهندوس الذين فعلوا ذلك من قبل أورنجزيب.

لكن بعد وفاة الإمبراطور المغولي السادس أورنجزيب عام 1707 ، برزت هذه الممارسة من جديد. وبدأ الحكم الهندوسي ينشر هذه الممارسة مرة أخرى .

أثمرت جهود الإصلاحيين من الحكام المسلمين حظراً على هذه الممارسة المقيتة وبحلول عام 1861 أدى إعلان من الملكة فيكتوريا أخيرًا إلى إصدار حظر عام على ساتي أثناء الحكم البريطاني .

وقد نقل لنا الرحالة المغربي المسلم الشهير إبن بطوطة واصفاً ما رأه عن عادة إحراق النساء

الموضوع الأصلي: عادة الساتي || الكاتب: زهرة الوادي || المصدر: مملكة السلطانة شهرزاد

http://shrzad.com

كلمات البحث

خواطر ، اشعار ، ادب ، تصميمات ، مقالات

المصدر: منتديات شهرزاد الادبية - من قسم: التراث والاثار

---

uh]m hgshjd

المصدر : || منتديات شهرزاد الادبية إسم الموضوع : || عادة الساتي  القسم : || التراث والاثار كاتب الموضوع : || زهرة الوادي

دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ
يُسع ـدنى أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم
وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ
تـقبلـوٍ خ ـآلص إحترامي

بارك الله فيك
على هذا الموضوع المميز
كما هي مواضيعك
تقديري

يسلموـو على طرحك الراقي
يعطيك الف عافيه
ننتظر جديد من اطروحاتك