• إن صفوي معكَّر، وخاطري مكدَّر، فلا أقوى على الحديث أو التحديث؛ لأن تشويش التفكير، يَمنع من حسن التعبير! فأصرَّ حتى أضجر! فقلت هذا الكلام، من طرف الثمام، بعد استدعاء، وطول استجداء، ﴿ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ﴾ [النحل: 9]، فقلت مستعينًا بالمعين:
• أيام قليلات، وساعات مَعدودات، وأنفاس محدودات؛ ويهلُّ علينا هلال رمضان المعظم، ونحن له بالأشواق، ونرنو إليه بالأحداق، وتسكب له وعليه المآق!
وهذه كلماتٌ حرَّى، وأنّاتٌ وزفرى، كتبتُها مستقبلًا ضيفي المبين، ومعزيًا نفسي والمسلمين.
أهلًا رمضان ومرحى وسهلًا ومرحبًا.
وحيَّاك الله وبيَّاك، وأنعم بك وأكرم، وشرّف وأعظم.
حللتَ أهلًا، ونزلت سهلًا، وعلى الرحب والسعة، والراحة والمِقة.
نحبك، ونحب مجيئك، ونأنس بك، ونرتاح معك.
نشكر زورتك، ونحمد دورتك، ونمدح بدرتك.
أفرحنا مأتاك رغم الجراح الدامية، وسهام الأعداء الرامية، ولم يكن في وسعك أن تتأخَّر لحظة واحدة؛ ﴿ ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ [الأنعام: 96].
.وأملنا في ربِّنا كبير وكثير أن يكون مأتاك تخفيفًا لوطأتنا، وتسليةً لأحزاننا، وتضميدًا لجراحنا، ومداواةً لأمراضنا، وانتشالنا من وهْدتنا، وإيقاظنا من رقْدتنا، وتنبيهنا من غفْلتنا.
. نحبك يا رمضان، رغم الصعاب الشداد... رغم الحروب، واشتداد الخطوب، وتلاحق الكروب!
نحبك يا رمضان، رغم رمض الرمضاء، واشتداد القيظ، ولا تخفيف لدينا من ذلك والحمد لله؛ فكهربتنا منقطعة، وخطوطنا مهترئة، وأخوَّتنا متكهربة! فلا بلاغ لنا إلَّا بالله الرحمن الرحيم.
. أتيتنا يا رمضان وعواصم العالم الإسلامي العربي الثلاث: دمشق وبغداد وصنعاء، بل وعواصم أخرى تدمى وتنزف!
. جئتنا يا رمضان، والبلاد التي تطلُّ عليها، ويظهر بدرك فيها، وهي في احتلال واختلال، بل هي مكلومة الجناب، ومهيضة الجناح، ومقطوعة الوريد، ومطعونة في خاصرتها!
والعالم الإسلامي ينظر إليها في تأرنح وتأرجح وتبجُّح!
نعلم يا رمضان، أنك كنتَ في قديم الزمان زمن عزة ومكنة، وفتح بلدانٍ وأمكنة.
. كانت في أيامك مواقع دامغة، ومشاهد ماحقة لأعداء الإسلام والمسلمين، ﴿ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [آل عمران: 13]، وأولئك كانوا هم من يتعرَّضون لنصر الله، ويعملون بأسبابه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7]، فعلٌ وشرط، فلما حصل الفعل، كان الوفاء بالشرط، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [الرعد: 31].
. كنت تطلُّ يا رمضان على أولئك الرجال والأبطال وهم: ﴿ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ﴾ [آل عمران: 114].
. ظهر بدرك عليهم، وهم: متآزرون متكاتفون متعاونون، عاملون بقول الله تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال: 46]، فاجتمَعوا واعتصَموا بحَبل الله، فنصرهم الله نصرًا مؤزرًا، ولم يُعلم أن معركة أو وقعة في رمضان هُزم فيها المسلمون، بل كان النَّصر حليفهم، والفتح لهم.
. ففي أكثر من عشر وقعات انتصروا فيها، وكسروا أعداءهم، حتى ولَّوا مدبرين، ورجعوا متقهقرين!
. واليوم، بدوت علينا، وبدرت إلينا ونحن في تشرذم وتدمدم، وانفصام واحتدام، يأكل بعضنا بعضًا... يقتل بعضنا بعضًا... ويكيد بعضنا لبعض، ويُسْلم بعضنا بعضًا لأعدائنا!
. منا الخونة والعملاء، والمنافقون والدُّخلاء، ورسولنا عليه الصلاة والسلام يقول: ((المسلم أخو المسلم؛ لا يكذبه ولا يخذله، ولا يسلمه ولا يحقره))!
. البلاد تُسلب، والمتاع ينهب، والرجال تقتل، والنساء يُغتصبن، والأطفال يُختطفون، والأديان تُغيَّر وتبدَّل، وإخواننا يَستغيثون فلا يغاثون، ويستعينون فلا يعانون!
ماذا حلَّ بنا.. وما الذي دهانا وأصابنا؟!
لم هذا الخنوع والخضوع والركوع؟
لا أدري، سوى أني أقول:
• إنَّ قومي طال بهم الأمَد، فطال عليهم الأمد، فقسَت قلوبهم، فركنوا إلى الدنيا، ونسوا الآخرة (وحب الدنيا: رَأس كلِّ خطيئة)!
. وصدَق الحبيب عليه الصلاة والسلام حين قال: ((إذا تبايعتم بالعِينة، ورضيتم بالزَّرع، وأخذتم أذنابَ البقر، وتركتم الجهادَ في سبيل الله - سلَّط الله عليكم ذلًّا لا يَنزعه حتى تراجعوا دينكم - أو حتى تَرجعوا إلى دينكم))
. وها نحن أتينا على ما أخبَر به النَّبي صلى الله عليه وسلم.
. أَطلتُ عليك ضيفي الكريم العظيم الفخيم؛ ولكن الحبيب يَأنس بحبيبه ويشكو لحبيبه! فاعذِرني على الإطالة، فلم أجدْ مَن يسمعني غيرك؛ فشكوت، وإليك خطوت.
والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم. ولكن اسمحوا لى ان ازيد تلك الكلمات
من زاد من احزان امتنا الاسلامية
اعداء الاسلام وجميعا نعرفهم الغرب والشيعة وامريكا والصهاينة
وساعدهم فى ذالك تجار الدين والجماعات والمنظمات المزعومة
ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم
طرح بمنتهى الروعة
والجمال
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء
سلمت يدآك..
على جميل متصفحك وحسن ذآئقتك*
يعطيك ربي ألف عافيه..
ب إنتظار جديدك بكل شوق.*
أمنياتــــي لك بدوام التآلّق والإبداع
بآقات الشكر والتقدير أقدمها لك