08-20-2020 | #131 | ||||||||||||
|
مخطوطات** اثير حلم
اثير حلم شرحتُ صَدرَاً بغاذِيةِ الجَمالِ وَهَنِئْتُ بِهدأةِ اللّيْلَ الوَدِيعْ يا تيمُ قُلْ للجَمَالِ إنَّ الكَمَالَ قَدْ هَامَ بِكَشْحِ خَصْرٍ بَدِيعْ فَيَتْبَعُ قَلبِيَ ظِلّ الجَلالِ وتتبعُ رُوْحِيَ الذّوقَ الرّفيعْ فمَاغاذية التّيْمِ إلاّ كَالظِلالِ وماغانيةُ التّيمِ إلا كَالرّبِيعْ فإذ مَا ظَفِرْتُ بمؤنِسَةِ البِجَالِ جَعَلتُ مَوطِئَ القَاعَ جَالَ النّقيْع وأقمتُ بِهَا خَطّ نَوْطَ الظِلالِ علىَ وقعِ غَيمِ رَوْضِ البقيعْ وإنيْ بِكَوَثِرِهَا أحْبَبَتُ الوِصَالِ وإنَّ النَّفسَ بِغيبتِهَا تَضِيعِ وإنيْ بِهَا أَهْوَىَ الدَلَالَ ففِيْ جِيْدِهَا غُنْجاً مُطِيْع أهيمُ بها تاللهِ وَبالجِدَالِ بِغَانِيَةِ الحُسْن والقدِ المَنِيْعِ شرحتُ صَدرَاً بغاذِيةِ الجَمَالِ وَهَنِئْتُ بِهدأةِ اللّيْلَ الوَدِيعْ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
|
||||||||||||
|
08-25-2020 | #132 | ||||||||||||
|
مخطوطات** اثير حلم
ألوان المحبة والأنوار في جداريات بني عمار
د. بوعلي الغزيوي حروف تنام على الجدار، ومطر ينزف خارج النوافذ، بين قطرة قمح يلاصق النهر بعيون غارقة في الالوان تبحث عن همس الليل، والبحر يبحث عن أوصاف بحارة يتوردون بالاغاني..
يا واهب الصور، قطرة الصمت تنهمر من أجنة الكروم والابتسامة تنتظر كليوبارتا على فم الوليد والايام لم تعد غريبة عن إنسان بني عمار في الانساني… يا فنان، انت صليبي وجمرتي المعتقة التي خرجت عندما غرقت المدن، ندعوك بالمنقذ في مرح طفولي.. تعارفنا وتقاسمنا الاسماء.. يا إبرة تخيط أزقتنا بالامل والطفولة.. يا واهب الصور، تشعل القلوب بالافراح والمحبة، في زمن يمجد أشواك الحقد وغدر كورونا.. من صحو النور ترنح الورد في ظل المياه.. كيف يسيل الصمت في أرجاء بني عمار، وأنت أيها العالِم بمشيئة العالم تهوى العيون.. في الطرقات رقصت الوان بين الورود الداخلة في الظلال والنجوم تذرف الدموع والحروف تشعل أسرار الكون الملون.. تسكب طفلة الجدار الماء على التراب كي يبدع الطين مزهرية… تنشد كليوباترا ترانيم الغياب بينما يشد العماريون على عتبات الحناجر حين يصير الحب على الكف ويتحول الصوت المكتوم موجة على أكتاف الصبايا.. تفر الصور من أحداق الأكوان وبني عمار الملثمة في الثغور أمواج زرقاء بالضياء… يشق الفنان وجه الالوان بالرموز والايادي تكسو الزمن بالغبار الفاتر، يكشف عن فكرته وهو يكتب على الجدار وجه البهاء، فلتسمع ختام الرسم كله، في الليل على أعتاب البدر تنضج المحبة تحت التين والزيتون والشهوة الهاربة تغني وتكدح.. تمطر الايادي في الفيافي وتطوف في السهول والجبال لعلها ترى وجه كليوباترا وهي تولد من رحم البيادر والجداريات تسمع الأنين الآتي من هنا وهناك…ينتصب الخيال بلغة ممتدة تنسج المحكي وتستقرئ المختلف لمعرفة المؤتلف.. يعبر التابث ليسائل الجمالية كلحظة بناء أفق انتظار، كي تتسرب كلماته إلى الجدار لتحمل دلالة تعددية لجعلها أداة سحرية للتحليل والتاويل، وبعد الدلالة وكد الفكر نقترب من تحقيق المتعة، لان الرسم مغامرة تبحث عن جنون الإدهاش، تترنح بين مرايا التنغيم في حضرة ألوان بني عمار.. أطفال يدثرون أحلامهم بألوان الصمت، فتغسل الشمس شريط الذكريات من تجاعيد الوقت حين تتزاحم الأزقة لتعانق فرسان الريشة، تستأنف الأغنية معاندة المستحيل والتين يملأ السكينة وجدارية ليل الصحاري تكاد تبوح بأسرار الفيافي بجانب الموج الأزرق الطافح من الجدار… تنقر الاجساد الخاطفة الفرح حين يراودها أنين الفصول من سرب الحروف والكلمات.. تثير العصافير كل عابر، تنادي الالوان كل سائر أو ساهر يفاجأ بخطوات مضمرة في متاهات.. تاهت كليوباترا عبر هذا الاحتفال المقيم، أشعلت نار الإبداع في الجدران، أيقضت سالفادور دالي والشعيبية ولوحت عشتار لكليوباترا بعطر الأراضي الملونة وعلى جسد الأسوار ركب الأطفال لغة الإيحاء فازدهرت ألوان وأغرقت كليوباترا كل الاشرعة الأرجوانية بعطور يفوح أريجها قبل الوصول إلى الشاطئ، و”تيموس” بني عمار أطربت العيون الزائرة، طردت من أمامها قليلا صور القبح والعنف والالم حين ابدعت مشاتل المحبة وجمال الالوان ومنابع الانوار على جدران بني عمار. |
||||||||||||
|
08-31-2020 | #133 | ||||||||||||
|
مخطوطات** اثير حلم
بقلم أثير حلم الضبابية ، أحدى عوامل وأسباب الفَوضىَ في الحِياة، والإسقاط" ثانيها. ف اللهَ خَلق " النظام " وجعلهُ نبراساً مُقدساً لاستمرارَ الحَياة، لأنَّ الفوضى إخلال بأساس النّظام. والإنسانَ يَخرجُ علىَ النظامِ من بابِ الفوضى، والضَّبابيّةِ ليفسدَ فيها. متكئا على عَصَىَ الجَهلِ والإسقاط. منتهياً به الأمرُ الى متاهة فارغة.
أسئلةُ كثيرةٌ حولَ الزّواجِ وتعداده، أغلب صِيغ الأسئلةِ بلماذا ؟ في غِياب تَساؤلاتِ الكَيفية ! معَ العلم أنَّ الكيفيّةِ في المنطقِ تضعُ قيمةً وتصوراً واضحاً للخِطّة والهدفِ، وفي أغلبِ الحَالاتِ الضّرورية لا يُلتفتْ الى الكيفيةِ ضِمنَ مَجموعة الأسئلةِ المطروحةِ، أو أنها تحضرُ متأخرة. حُضورها المتأخر كضيفِ شرف، فلا تحظى بعِنايةِ واهتمام بالغٍ كغيرها من الأسئلةِ. * التّعويمُ أو الإسقاطِ الذي عنيتهُ هو وَضع الحُكم في مجمل التّعميم، والإقصاء والإمالة، والتّعامي عن ذاتِ الخطأ. بارتكاب خطأ أعظم، فليس من المنطق الحُكم المُطلق، أنَّ شائبةً أو عِلةَ في عُنصرٍ ما أو جزء هُو فساد لكلّ ذاك الشيء أو جَسده، هذا أنموذج مختصر لحالة الضبابية والإسقاطِ والتعامي. فالشائبةِ والعلة والعطبِ أو الخراب في جزء مِن كُل، ليس بالضرورة أن يكون خَرابٌ شامل لكل ذاك الكُل . وتنسحبُ على ذلك أمثلة لأشياءٍ وحالات كثيرة في الحَياة. مثل تَبكترُ ثمرةً واحدةٍ، في صندوق الفاكهةِ، وتسوس سنٍ في مَجموعة أسنان. الزواج في ذاته : دين، ومبدأ، ونظام. دعامته : العدل والإحسان . وركيزته : الأمن والاستقرار. وشرطه : العقل. وحدوده : الفضل. ومنَ المستبعدِ استبعادا مُطلقا، أنْ يُظنَّ، أنَّ الزّواج فيْ لَحظةٍ ما، يكونُ مصدرَ قلقٍ وفَوضَىَ لحياةٍ، بسببِ خلل أو علة تَحدُثُ، لأن الرّب جعله نظاماً مقدساً، والنظام هو أساس ثوابت الكون واستمرارا لديمومة الحَياة. فلا يُوجد في الحَياة زَواجُ فاشِل، لأنه بكُل بساطة " ازدواج " إنما يُوجدُ في الحَياةِ أزواجٌ وزوجاتٍ فاشلون. لأنهم لا يَدركون بالعرفِ، عن كثبٍ آفاقَ حدود ونظامَ الزواج وكيفية الازدواج فيه. عندما بَنى طارق بزوجتهِ ب بسمة، توقعتُ أن تبدلَ حياتهُ العكرة، من حالة عبوسِ الى حلةِ فرحِ، وأن ينعم بالراحة والاستقرار، لكنَّ ما حَدث بالضبط، خِلافَا لذلكَ، إذ قامتْ بينهما حَربَ بسوسٍ أخرى، ناهزتْ عَشرَ سنينَ، وما زالتْ مستمرة، فكانَ حَظّ بسمةَ منْ ذاكَ الزّواج، القلقَ، والحِرمانِ. جاري الثري عمدةَ الحي أبو نزار، قلبه مثل التلج. متزوج من ثلاثٍ زوجاتٍ كأنهن الزيت على وجه الماءِ، تدور يومياً في منزله الفاره، رحى حَربٍ ضروس بين الزوجاتِ الثلاث، تتسلقُ أصداؤها جُدران منزلي المتواضع، متسللةً من بينَ شروخ نَوافذهُ الخَشبيةَ، كلما آنستْ زَوجتِي جَذوة نار تلك الحَرب المُستعرَّة، تغيرتْ ملامح وجهها، فأقرأ في تعابيره المكفهرة، عندما تنظر إلي " عبارة فلكلورية قديمة " كُتبتْ مفرداتها الكلاسيكيةِ في الشّام، وزخرفتْ في جَزيرة العربِ، ومُوسِقتْ في قاهرةِ المُعز، وأنشدت في بلاد الأندلس. عبارة " يا مأمن الرّجال، أمانَ المَاءِ في الغِربال " فيكونُ أقرب حَل أمام حالة عبوس زوجتي أم القعقاع، أنْ التحف البابَ خلفي وأنصرف. وألتحق بمجلسِ ديوانية عُمدة الحي أبو نزار يحفظه الله، عندما رأيته مرةً، حائراً مغموماً مغتاظا، منهنّ. نصحته ممازحاً، قائلاً : طلق زوجاتكَ الثلاثَ بثلاثٍ، وتزوج الرابعة. وكما قيل من قبل : البيوتُ أسرارٌ، فمن عجائب وغرائب الأمور اليوم، أنْ أدنىَ وأشرَّ وقوعِ حَالاتِ الطلاق، والبناءِ بزواج جَديد، طبخةِ ملوخيةِ بَدلْا من طبخةِ البَطاطِس، فالمُجتمع العَربي مُولعٌ، بالتحدِث في المَوضوعاتٍ المُثيرة والأمور البسيطةِ غيرَ ذاتِ الاهتمامِ، حَتى وَهم علىَ سُفرةِ مائدة الطعام. السبب : لأنهُ مجتمعٌ عاطفي ~ بسيط، يحمل جيناتِ ذاتَ نمط وأسلوب التفكير الواحد، بمعنىَ أنّهُ" شعبٌ مُستَفِزٌ" يحبُ العنترية والمياطِ بنكهةِ البَهاراتِ الحارقةَ. وشغوفٌ بالتقليدِ الأعمى والمحاكاةَ، والخُيلاءَ، والتّفاخر، والبطر، وتقمص أدوار البطولة. وفي مثل هذه الحالات والسّلوك الدوني ، تقع حالاتِ تعدد الزيجات، فتبدو أنّها مُجرّد للاستهلاكِ، والإثارة ولفتِ الانتباه، لكن تحتَ رمادها، نارٌ حَامِيَة. مستثناةٌ من حَالة النقد الى حد معقول، حالات الأعذار والظروف القاهرة. في نهاية المطاف لن تعدلوا مَهما حرصتم، ولنْ تحرصوا. فإنّ الزواجَ وتعدد الزيجاتِ، ليسَ لمنْ قال : أنا. |
||||||||||||
|
09-10-2020 | #134 | ||||||||||||
|
مخطوطات** اثير حلم
" Abstract سياقُ المجرد Context طريق الورد 1980 عبدالله البنين مدينةُ الضباب مدينةٌ قديمة محصنة ، تقعُ علىَ سفح تلةٍ مستوٍيةٍ، تحيط بها المزارعُ والمناظرِ الطبيعيةِ الخلابةِ، ذاتِ الخًضرة النّضرةِ، واستمرار هطولِ الأمطار طيلة العامِ. لم تزل تلك المدينة صغيرة، قِياسا بالمدنِ الأخرىَ الحديثة التي نشأت بعد، وأحاطتْ بها من كل تجاهٍ . في طرف مدينةِ الضَّباب الجَميلةِ، شارعُ سُمي "شارعِ الخوف". الشَّارعُ الوَحيدِ في المَدينةِ القديمةِ الذي حُرم مِنَ عنايةِ واهتمامِ، فبقي لسنينَ عديدة خالٍ منْ أعمدة الإنارة، فيما شوارع المَدينة الأخرى، عَامَرةٌ بالإنارةِ، وبالزّخارفِ والرّسوماتِ والصّور،التّي تُزيَّن جُدران وأسوار مَبانيْ المدينةِ. تقفُ علىَ جَانبي شَارع الخَوفِ الهَادئ، بناياتٌ ومحالٍ تجاريةٍ تخدمُ سكانَ تلكَ المَنطقةِ القدِيمَة. منْ يقومُ بزيارةِ مَدينة الضباب، ويتجول في شوارعها، يشعر بالرّاحة والسّعادة والطمأنينةُ. فهي تُعد مهوى قلوبَ السائحينَ الباحثينَ عنْ الرائحة والاستجمامِ، المتوافدونَ عليها من مدنٍ وقرى وهجر قريبة وأخرى بعيدة. يعيش سكان شارع الخوف بسعادة غامرة، متحابون، متفائلون بالحياة، اجتماعيون أكثر من غيرهم، فكأنهم صفوة الناس في رقي تعاملهم مع أبناء مدينتهم الهادئةِ الجميلة، خاصةً مع الغرباء، الذينَ يأتونَ إليهم .. تجتمعُ أُسرُ شَارعَ الخَوفِ في مَجلسٍ المَدينةِ الكَبيرِ، المعدٌ لاجتماعات ومناسبات أهل المدينةِ. وقد خصصتْ لهم ليلةً من ليال الشّهر، يقضون فيها ليلةً وسهرة مُمتِعةٌ، ملئت بالأنسِ والسّعادة، يرددون في هُدوء الأهازيج والترانيم والأغاني الجَميلةِ. في يومٍ من الأيامِ قررتْ سيدةٌ من سُكانِ شارع الخوفِ، في مَدينةِ الضّبابِ أنْ تزرعَ عدداً مِنْ أنواع وأشكال الورود المتعددةِ في أحواضَ الأرصفة التي وُضعت قَبلُ وظلت فَارغة، لمدةٍ طويلة. فقامتْ بنفسها على زراعة الورود في أحواض الأرصفة، والإشراف بشكلٍ دائمٍ وتنسيقها والمحافظةِ عَليها، بيد أنّ ذلك كلفها أموالاً باهضة. فقط مِنْ أجلِ أن تضيفَ جَمالا وَمظهرا بديعاً على شارع الخوفِ، ولتمنح الآخرين إحسَاسا يشعرهم بالأمان والاطمئنانِ، وكذلك لتعطيهمُ انطِبَاعا جَيَّداً فيتغيرُ اسمُهُ في أذهانهم . وهذا ما حَدثَ بالطبعِ عندَ الكَثيرين، فقدموا لها الشكرَ والهَدَايَا . وبالرغمِ منْ ذلكَ العملِ الجميلِ، والمَجهودِ العَظِيم، الذي قدمته السّيدة لسكانِ شَارعَ الخوفِ، فيْ زراعةِ الوُرود ، إلا أنها فوجئت صَباح ذاتَ يومٍ، مَنَ الأيامِ ببلاغِ شُرَطِيْ يدعوها بالحُضور الى مخفر شرطة المدينة، إذ وُجهت إلىَ السّيدةِ تهمةَ إهدارِ المَاء، وإزعاج المَارة والسّكانِ. فأوصىِ قاضي النّاحية للشُّرطةِ بتوقيعِ السَّيدةِ علىَ مَحضرِ البلاغ، ودفع غرامةٍ مَالية، والتعهد بالتوقفِ عَن زراعةِ الورود في شارع الخوفِ، كي لا تقوم لاحقاً بإهدار المياه، وإزعاج المَارة والسكان بالعملِ الذي تقومُ بهِ .. سياق المجرد " يوجد منْ يقدمُ وَردا لمنْ يحبُ، لكنُهُ يُكافأ بمنَ يَجرحَ يَدهُ " There is someone who offers a rose to his lover, but there is someone who cuts his hand ======================================== ========================== |
||||||||||||
|
09-11-2020 | #135 | ||||||||||||
|
مخطوطات** اثير حلم
Abstract سياقُ المجردContext
المتلصص على النساء Voyeur women عبدالله البنين في المُتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس، رأيتُ رَجلا مُنتفخَاً مُبطنٌ يَمشِي الخُيلاْء، يتنقلُ في أرْجاءِ المَتحفِ من زَاويةٍ الى أخرى، كأنهُ طّاووس، تبدو عَليهِ آثار النّعمَةِ والثّراءِ، يُرافقهُ حَارسَهُ الشّخصِيّ، بدتْ منْ مَلامِحهُ السَّذاجةِ والغَباءِ لكثرةِ تلفتهِ . لم أعرْ للأمرَ اهتماماً، ولم أدقق حقيقةً في مَلامحِ الرَّجلُ الطاووس، يبدو أنّهُ لفتَ انتباهِ زائريْ المُتحفِ خاصّةً الذّينَ يعرفونهُ جَيداً، أحسبُ الأمرَ كذلك فقط. كانتِ النّاسُ تنظرُ إليهِ وهو يزهو بنفسهِ، التفتُ تجاههُ مرةَ أخرَىَ. تساءلتُ" أين رَأيتُ الرّجلَ منْ قبل؟ في الَجانبِ الآخرِ المُوازيْ، كانتْ تقفُ مَجموْعَةً نِسَوةٌ، يبدو من الوَسامةِ أنّهنّ يُعرُبِياتٍ! كانَ الأمرُ كَذلكَ بالفعلِ، كنّ مُثقفاتٍ وعلىَ جانبٍ كبير مِنَ الشّهرةِ ، مابين شَاعِرة وَفنانة وَكاتبةٍ، وأكاديمية، لمْ يدعُهن الرّجلُ الطّاووسُ، ظلّ يُتابعُ تَحَرُكاتِهنَّ في المُتحفِ. لمْ يكترثنْ ويعبينَ بهِ، لكنَّ الصّحراوّيةَ السَّمراء، منْ بينهنْ رفعتْ فجأةً حِذاءَها وطرحتهُ، في إشارةِ تحذيرٍ قويةٍ إليه. فهم المقصدِ وتنحىَ جَانبا،ً وأدركَ أنّ الأمورَ لا تسيرُ لصَالحهِ، فيْ بلدٍ تطبقُ فيه الأنظمةِ القانونيةِ بشدةٍ على كلّ مُخالفٍ للنّظمِ الاجتماعية. ضَحِكنْ منهً وهو يَنصرِفُ منَ المَتحَفِ خائباً مُنكسِراً، ما كانَ ينبغي لهُ أنْ يضعً نفسهُ في موقفٍ مُحرِج، خَاصةً أمامَ حَارسهُ الشّخصِيَّ الذي يكنُ له احتراماً، وهو غيرَ جديرٌ بذلكَ الاحترام. انتهىَ الموقفُ المُريب بسلامٍ. فيْ أثناء خروجيْ من المُتحفِ تصادفتُ بدخولِ الكاتبةِ الأرمينية ماريا أغاغيان، لدىَ البابَ برفقةِ فتاة جَميلة، في العشرينيات من عمرها تقريبا، حَاولتُ تدَاركِ المَوقف لكيلا أتقابلَ مَعها، لأنّ الوقتْ لديْ غيرُ كافٍ للمُجامَلةِ والانتظار. ـ يا الهي ـ رَبنا الذي في السَماء تبارك مَجدك الأعلى العظيم وملكوتكَ، بحقِ عبدكَ ونبيك يَسوعُ ، كيف أدبَرَ النّهَارِ، وأتىَ المَساءِ، قِنا مِنْ وقبةِ غَسقِ التّكلفِ وما تلىَ بمشيئتكَ. فكانَ ما منْ بد منْ لقاء الكاتبةِ والجلوس إليها مدة قصيرة، استأذنتها وانصرفتُ لشأنيْ، الحَقيقة أنّ الجلوسَ معها والاستماعِ الى حديثها الجَميل لا يملْ أبداً، حيث يمضي الوقتُ سَريعا، ولا يشعر المَرءْ أنّ الوقتَ يمضيْ، نظراً لما تمتلكه الكاتبة من درجةٍ عالية في الوجدانياتِ والثقافةٍ والأدب، إضافة لما تمتلكهُ أصلاً في ذاتها الأريحيةِ وجمال الروح وخِفّة الظلّ والطرفةِ والابتسامة التي لا تفارق مُحياها.
سياق المجرد : السّطو علىَ حُقوق وَحُرية الآخرين، نقيصةُ وقِلة أدب، ترفضها كُلّ تعليمِ الأديان السَّماويةِ . المالُ كلمة تحتاجُ الى منْ يدرك جيداً ويفهم معناها. ويفكر كثيراً في مآلاتها بحكمةٍ، فمن المُحتملِ أن يضعَ المالُ لحياةِ مالكهِ نهايةٍ حاسمةُ. ومن الخطأ الاعتقادِ الدائمُ أنّ فيْ المَالَ سعادةٌ ونجاةِ وحماية كاملةِ مِنَ الشيَخوخة والمَرض ومَشكلاتِ الحَياةِ الدائمةِ . ختاماَ : لو أنّ الرّجلَ الطاووس فكرَ مرةً، في أنْ يذهبَ الى المنطقةِ الصّحراويةِ ليلهوْ ويلعبَ، لوجدَ أن الأرَضَ تنتفضُ من تَحتَ قدميه لابتلاعهِ جزاءً لما يجولُ في نفسهِ ويدور بعقلهِ. |
||||||||||||
|
09-19-2020 | #136 | ||||||||||||
|
مخطوطات** اثير حلم
1ـ الخطاب الفلسفي :
إن المتتبع لمسارات الدرس الفلسفي المعاصر لن يخفى عنه بلا شك ذلك الانعطاف الحاسم الذي سلكته الفلسفة المعاصرة ” المنهج والموضوع ” بمخصوصيتها وتفردها، فلم تعد الفلسفة مثلما كانت مع اليونان ذو طابع تجريدي صوراني، ولم تبقى حبيسة تلك الجدلية التي ارتسمت لحظة التفكير الوسطوي، في البحث عن علاقة وتفاضل العقل والنقل، الفلسفة والدين، ولم تعد الفلسفة ذو طابع علمي وضعاني منطقاني مثلما كانت في العصر الحديث، لقد اقتربت الفلسفة المعاصرة بجرأة من الواقع ومن الحياة التي يعيشها الإنسان المعاصر، بحيث أصبحت هذه الحياة هي موضوع الفلسفة الأول، لقد نزع الفيلسوف المعاصر عن نفسه قدسية الحياد، ونزل من برجه العاجي إلى أرض الحياة ليتأول أحداثها وينظر في حيثياتها، وأضحى مثله مثل كل إنسان يعيش الحدث من الداخل ومن العمق بما هو جزء من منظومة مجتمعه وواقعه بتعقيداته وتحولاته المختلفة.
لقد أضحى الخطاب الفلسفي وكأنه خطاب صحفي بامتلاكه الناصية الإعلامية والإشهارية والقدرة على التعليق المستمر على الأحداث والمستجدات، وشكلت موضوعة الأنا والآخر حجر الزاوية في الخطاب الفلسفي المعاصر، بالرغم من قدامة الطرح على الصعيد المفهومي، إن ما يعيشه العالم اليوم من خراب وحروب وقتال وعنف منظم، جعل الفلاسفة يطرحون قضية الأنا والآخر من منظور دياليكتيكي فلسفي كونها ضرورة أنطولوجية وحتمية أخلاقية للاستمرار. والحقيقة أن الفلسفة المعاصرة في جانب منها قد قامت لتجاوز هذا المستوى من الإنسياب خصوصاً على الصعيد الأخلاقي والفني والإيتيقي عموماً، |
||||||||||||
|
09-19-2020 | #137 | ||||||||||||
|
مخطوطات** اثير حلم
1ـ الخطاب الفلسفي :
إن المتتبع لمسارات الدرس الفلسفي المعاصر لن يخفى عنه بلا شك ذلك الانعطاف الحاسم الذي سلكته الفلسفة المعاصرة ” المنهج والموضوع ” بمخصوصيتها وتفردها، فلم تعد الفلسفة مثلما كانت مع اليونان ذو طابع تجريدي صوراني، ولم تبقى حبيسة تلك الجدلية التي ارتسمت لحظة التفكير الوسطوي، في البحث عن علاقة وتفاضل العقل والنقل، الفلسفة والدين، ولم تعد الفلسفة ذو طابع علمي وضعاني منطقاني مثلما كانت في العصر الحديث، لقد اقتربت الفلسفة المعاصرة بجرأة من الواقع ومن الحياة التي يعيشها الإنسان المعاصر، بحيث أصبحت هذه الحياة هي موضوع الفلسفة الأول، لقد نزع الفيلسوف المعاصر عن نفسه قدسية الحياد، ونزل من برجه العاجي إلى أرض الحياة ليتأول أحداثها وينظر في حيثياتها، وأضحى مثله مثل كل إنسان يعيش الحدث من الداخل ومن العمق بما هو جزء من منظومة مجتمعه وواقعه بتعقيداته وتحولاته المختلفة.
لقد أضحى الخطاب الفلسفي وكأنه خطاب صحفي بامتلاكه الناصية الإعلامية والإشهارية والقدرة على التعليق المستمر على الأحداث والمستجدات، وشكلت موضوعة الأنا والآخر حجر الزاوية في الخطاب الفلسفي المعاصر، بالرغم من قدامة الطرح على الصعيد المفهومي، إن ما يعيشه العالم اليوم من خراب وحروب وقتال وعنف منظم، جعل الفلاسفة يطرحون قضية الأنا والآخر من منظور دياليكتيكي فلسفي كونها ضرورة أنطولوجية وحتمية أخلاقية للاستمرار. والحقيقة أن الفلسفة المعاصرة في جانب منها قد قامت لتجاوز هذا المستوى من الإنسياب خصوصاً على الصعيد الأخلاقي والفني والإيتيقي عموماً، |
||||||||||||
|
09-19-2020 | #138 | ||||||||||||
|
الخطاب الإيتيقي
الخطاب الإيتيقي البراديغم الرئيسي في الخطاب الفلسفي المعاصر كبديل لمجاوزة أزمة القيم المعاصرة. من إيتيقا المناقشة والحوار والتواصل “يورغن هابرماس−كارل أتو آبل”، إلى إيتيقا الجنس/الحياة عند فوكو/دولوز، وكذلك إيتيقا العدالة “جون راولز” ومحاولة تجاوز الإنحراف المؤسساتي وتفعيل الممارسة الديمقراطية الحقة، وصولاً لإيتيقا الاعتراف ” أكسيل هونيت” وقيم الحب والتضامن. إلى إيتيقا الحب “آلان باديو” وإيتيقا المسؤولية “هانس يوناس”. يطرح الخطاب الإتيقي نفسه اليوم كاستجابة لتداعيات اللحظة التاريخية القائمة وإفرازاتها الخطيرة على الصعيد الأنطولوجي والأنطو₋أنطولوجي على السواء.
إن الكلام على الإيتيقا في تاريخ الفلسفة يحيلنا إلى إعادة بعث الخطاب الأخلاقي مجدداً، على الرغم من ذلك الفصل الذي نقيمه بين الإيتيقا والأخلاق إجرائياً ومفهومياً. ونحن إذ نقدر ذلك إيبستيمولوجياً، فإننا نؤكد على الطابع الجدلي العلائقي بين الإيتيقا والأخلاق والذي نبقيه في مستوى الفصل الرفيع لا النهائي. |
||||||||||||
|
09-19-2020 | #139 | ||||||||||||
|
لقد صرخ ماكس فيبر في وجه كل من الدين والأيديولوجيا بوصفهما عطالة الفكر، وجعل من العقلانية والتمدن وحدهما معياري الحداثة، وما أخلاق الإعتقاد إلا وهم واستمساك بالميثالية الماضوية، ولا أنسنة إلا في كنف العقلانية والمدينة، أما جون راولز، فإنه جعل من العدالة الفضيلة الأولى كالحقيقة بالنسبة لأنساق الفكر، إنها نظرية فلسفية للحقوق والواجبات ودعوة سسيو-قانونية للإقتصاد العالمي في المساهمة في بناء العالم، تتموضع إيتيقا العدالة هنا ضد النظرية النفعية التي أسسها بنتام والتي عمرت طويلاً في أفق الفكر الغربي. في حين يجعل هانس يوناس من المسؤولية عنواناً لكل إيتيقا مقبلة، ليس على شاكلة اليوتوبيا، بل باعتبارها ميثاق شرف بين الموجود والوجود، وما بين العالم والإنسان. إن يوناس “الفيلسوف الشؤوم” كما يلقب. وهذا المتشبع بالفكر الهايديغيري يجعل من المسؤولية وحدها الكفيلة بتخليص الإنسان المعاصر من إفرازات التطورات العلمية الوضعية. والتي باتت تشكل تهديداً حقيقياً لوضعية العالم اليوم. هنا أيضاً يشدد على ضرورة الحفاظ على البيئة والحيوان. لأن الإيكولوجيا حلقة مهمة جدا في تشكيل الأنطولوجيا العامة.
جزئتهُ لتسهل قرآته، الكاتب نصر الدين شنوف |
||||||||||||
|
09-26-2020 | #140 | ||||||||||||
|
مخطوطات** اثير حلم
مقاومة العلاج عبدالله البنين كلُّ إنسانٍ معرّضٌ للمرضِ، ويرجو الرّب القدوسَ أن يبرئه من علتهِ. ومن اجل أن يستعيد صحته أثناء المرض، يجتهد في البداية بتناول عشبة، وصفتْ له، قد يكون مقتنعا بعدم فائدتها، رغم ذلك يقوم بالتجربة كما قام بها غيره ويحاول، ومن الممكن أيضا الافتراض أنها أفادت الغير، لكنها لم تفده. لان ذلك لا ينطبق على كل حالاتِ الأجسام. فيتوصل المريض الى قناعة أن الدواء الذي يصفه له الطبيبُ هو خَلاصِه من مشكلة المرضِ. فإذا لم يتناول الدواء أو العلاج ربما يقتلهُ المرض. وفي بعض الحالات يوجد من المرضى من يستعجل الشفاء للعودة الى الوضع الصحي السليم، رغبة في الشفاء، ومن أجل استكمال وتأدية أعماله أو ما يقوم به من مهام في خدمة الآخرين. فيكون مضطرا لعرض حالته على طبيب آخر من أجل أن يصف له علاجا أو دواء ناجعاً، كونَ أن العلاج المتقدم لم يحقق نتيجة، ولم يعود عليه بفائدة. فلربما تكون هذه الطريقة صحيحة أو خاطئة، يعود هذا الامر الى نظرة المتخصصين، بيد أنه من المتعارف عليه أن لابد من التأني، والمتابعةِ، واستكمال العلاج أياما، ومراجعة الطبيب، وعدم الاستعجال، بالانتقال الى أطباء آخرين واخذ أدوية وعلاجات أخرى، قد تتعارض مع بعضها فتجلب للشخص المريض أعراضا جانبية تسبب له أمراضا مزمنة. طائفة من الناس تعتقد أن العلاجات التي تقدم للمرضى مؤخرا لم تعد ذات فائدة، وأن اغلب الأدوية التي تقدم إليهم، التي يقوموا بتناولها مغشوشة ( مضروبة يعني ) وأن ~ وأن ~ الخ . فيتركوا الدواء والعلاج لأنهم يشكوّن بعدم جدواه؟ ويرجع ذلك في ظنهم لأسباب غش العلاج والذي قد يضرهم أكثر مما ينفعهم. فيعودوا لاستخدام وصفات الأعشاب التي يكون بعضها ضاراً وسامّا وخطرا يهدد صحة الإنسان إذا لم تستخدم تلك الأعشاب بحذر. فبدلا وعوضاً عن ذلك لماذا لا نأخذ في الاعتبار أن أجسامنا في عصر التقدم والتطور المادي والتقني وغيرهما، أنها أخذت نسبة عاليه من السموم والأمراض، مما أسهم بالتالي في وجود أمراض اخرى مزمنة لدى البشر، حتى انه لم لا يفد معها العلاج . وأن ثقافتنا الصحية أصلا منتهية الصلاحية. بسبب الاشتغال بأمور الحياة، وقلة الوقاية والاهتمامِ، استطيع القول ضمنياً أنّ نظامنا الغذائي غير صحي، وان ثقافتنا ومعلوماتنا الصحية، ناقصة أو تكاد تكون منعدمة ، فمن المحال أنْ تُرجى صحة وسلامة الجسد، وهو يتعرض يومياً بشكل متكرر الى ممارسة العادات الخاطئة وتناول الأغذية والمنهكات والمرطبات والمشروبات الضارة التي تجلب له السقم. أنا أتفق مع من يقول أن الأدوية التي تأخذ وقتا أطول، تؤذي الجسم، وتضعف مناعته وتضيف إليه مع الوقت مشكلاتٍ متفاقمة رغم أن الجسم تعود على بعض العِلاجات، بيد أنه رغم ذلك لابد من تناول وأخذ العلاج دام إن الإنسان يشعر ويحس بالمرض، حتى وان أصبح العلاج قليل الفائدة، لان ذلك قيمة وفريضة. ولكي تبقى للإنسان صحّة مستدامة، يجب أن يكون لحياته نظام معتدل وثقافة. وإضافة الى كل ما تقدم من قول لا توجد صحة لإنسان يلتهم طوال يومه كل شي دون تقنين ونظام. لذا شرع الصيام في الدين ـ كنظام ـ ليعود بالخير على الإنسان وعلى حياته وفوائد عظيمة جمة. من الملاحظ في اغلب بلدان العالم وخاصة العالم العربي، توجد نسب تكرش عاليه وبدانة غير عادية في جنسي. الذكور والإناث، وقد تزيد نسبته في صفوف الذكور اكتر من الإناث، ليس لدي إحصائية دقيقة، الغريب جدا أن تلاحظ نسبة السمنة والتكرش حتى عند الجنود، الذي من المفترض أنهم يؤدون تدريبات عسكرية منتظمة، ويبذلون جهدا وحركة أكثر من غيرهم طوال أيام السنة. وبالمناسبة يوجد من الناس من لا يستطيع أن ينام في يومه قبل أن يملأ المعدة بالطعام حتى يغلق مجرى النفس. إن من أهم الأشياء التي تدعم الصحة وتنشط الجسم وتجعله سليما خاليا من الإمراض كما يعلم الجميع هو الانتظام في ممارسة الرياضة. التي أضحت من الأشياء المهملة التي لا يُهتم بممارستها كثير من الناس. أخيراً : مع قلة وندرة ممارسة الرياضة، ونقص المعلومة الغذائية الصحيحة، والثقافة الصحية والوقاية اللازمة، لن يكون الدواء ذا قيمة وفائدة في ابدأن بسُمنة مفرطة.
|
||||||||||||
|
مواقع النشر |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|