ننتظر تسجيلك هـنـا

 

{ ( إعْلَاَنَاتُ مَمْلَكَة شَهْرَزَاَدْ الْيَوْمِيَّةَ ) ~
       
       

 

   

فَعَالِيَاتْ مَمْلَكَة شَهْرَزَاَدْ


العودة   منتديات شهرزاد الادبية > المنتديات الإسلامية > الكلم الطيب (درر اسلامية)

الكلم الطيب (درر اسلامية) كل ما يكتب عن الدين الاسلامي

آخر 20 مشاركات
**رفقا بمن أحب ** (الكاتـب : - مشاركات : 12 - المشاهدات : 112 - الوقت: 08:29 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          اكتشاف أسرار تطوير الذات لحياة أكثر تميزاً (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2 - الوقت: 06:10 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          اشهر حركات لليدين تدل على الإصابة بالتوحد (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2 - الوقت: 06:07 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          رفوووف & حروووف (الكاتـب : - مشاركات : 492 - المشاهدات : 60700 - الوقت: 05:50 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          صباحي وقهوتي وقلمي (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 63 - المشاهدات : 8359 - الوقت: 05:43 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          دعوة صباحية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 521 - المشاهدات : 72461 - الوقت: 05:35 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          ومضات باقلامكم (الكاتـب : - مشاركات : 2 - المشاهدات : 70 - الوقت: 05:29 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          بصرك أمانة ونعمة (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2 - الوقت: 05:20 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          خذني اليك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 13 - المشاهدات : 327 - الوقت: 03:45 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          34 رسالة إليك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 6 - المشاهدات : 206 - الوقت: 03:44 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          تاريخ العراق القديم/السومريين واخترعاتهم المدهشة التي سبقت الزمن (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 6 - المشاهدات : 39 - الوقت: 03:43 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          نقااااء*** (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 10 - المشاهدات : 150 - الوقت: 03:42 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          بخطة مزدوجة.. أتلتيكو مدريد يستغل وضع برشلونة (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 2 - المشاهدات : 61 - الوقت: 03:37 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          مركز غامض في التشكيل المتوقع لبرشلونة أمام دورتموند (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 3 - المشاهدات : 20 - الوقت: 03:37 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          تشكيلة دهوك لمواجهة القادسية الكويتي في إياب نهائي كأس الخليج للأندية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 2 - المشاهدات : 18 - الوقت: 03:36 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          مبعوث ترامب: من الضروري التوصل لاتفاق صارم ودائم مع إيران (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 18 - الوقت: 03:35 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          حرف عابر.. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 7 - المشاهدات : 254 - الوقت: 03:33 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          ادركت كثيرا اني مشتاق اليك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 10 - المشاهدات : 1331 - الوقت: 03:33 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          تاريخ العراق القديم/الاميرة تينساتابدا ابنة ملك اوروك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 5 - المشاهدات : 29 - الوقت: 03:31 AM - التاريخ: 04-16-2025)           »          وتيمم ظمأ الحنين (الكاتـب : - مشاركات : 19 - المشاهدات : 2319 - الوقت: 03:22 AM - التاريخ: 04-16-2025)


ألأخلاق من العقيده

كل ما يكتب عن الدين الاسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
#1  
قديم 12-22-2018
ترانيم ألشجن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Forestgreen
 رقم العضوية : 17
 تاريخ التسجيل : Sep 2018
 فترة الأقامة : 2394 يوم
 أخر زيارة : 04-29-2019 (03:02 PM)
 المشاركات : 5,292 [ + ]
 التقييم : 11937
 معدل التقييم : ترانيم ألشجن has a reputation beyond reputeترانيم ألشجن has a reputation beyond reputeترانيم ألشجن has a reputation beyond reputeترانيم ألشجن has a reputation beyond reputeترانيم ألشجن has a reputation beyond reputeترانيم ألشجن has a reputation beyond reputeترانيم ألشجن has a reputation beyond reputeترانيم ألشجن has a reputation beyond reputeترانيم ألشجن has a reputation beyond reputeترانيم ألشجن has a reputation beyond reputeترانيم ألشجن has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
ألأخلاق من العقيده






الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فالعقيدة الصحيحة تستلزم التحلي بكل خلق فاضل كريم، والتخلي عن كل خلق رذيل ذميم، والأخلاق مرتبطة ارتباطاً كلياً وثيقاً بالإيمان بالله وبرسله وبالبعث .

والإيمانُ بالله تعالى شُعَبُهُ كثيرة، ومُقتَضياته عديدة، وحقيقتُه لا تخفَى، فالإيمانُ بالله تعالى اعتقادٌ بالقلب ونطقٌ باللسان وعملٌ بالجوارح، وليس الإيمانُ بالتحلِّي ولا بالتمنِّي، ولكنْ ما وقَر في القلب وصدَّقَه العمل.

فتعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة:
" الإيمان قولٌ وعملٌ، يزيدُ بالطاعةِ، وينقصُ بالمعصية ".

فالحياء إما قولٌ وإما عمل، فإذا كان كذلك فهو من الإيمان وذو علاقة قوية ومرتبطة بالإيمان.

فمن زيادة الإيمان؛ حسن الخلق وزيادة إيمان المرء المسلم تُقَرب من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم القيامة، كما أن سوء الخلق يبعد المرء المسلم عن مجلس النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم القيامة، والبعد عن النبي عليه السلام يوم القيامة؛ يدل على سوء الخلق الذي يُنقص الإيمان، فنجد أن الأخلاق الحسنة الكريمة لا تنفك عن العقيدة، ومصداق ما قلنا في حديث أبي ثَعْلَبَةَ الخشني رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( إن أَحَبَّكُمْ إليّ وَأَقْرَبَكُمْ مني في الآخِرَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقاً وان أَبْغَضَكُمْ الي وأَبْعَدَكُمْ مني في الآخِرَةِ مَسَاوِيكُمْ أَخْلاَقاً الثَّرْثَارُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ ).
أخرجه أحمد (4/193)، وابن حبان (482).

وإن من الخلق الحسن؛ الحياء، الذي حَقِيقَتُهُ خُلُقٌ يَبْعَثُ عَلَى تَرْكِ الْقَبَائِحِ. وَيَمْنَعُ مِنَ التَّفْرِيطِ فِي حَقِّ صَاحِبِ الْحَقِّ. كما قال الجنيد.

والحياء من الإيمان كما ثبت ذلك عن المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ على رَجُلٍ وهو يُعَاتِبُ أَخَاهُ في الْحَيَاءِ يقول: إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي حتى كَأَنَّهُ يقول قد أَضَرَّ بِكَ.
فقال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( دَعْهُ فإن الْحَيَاءَ من الْإِيمَانِ ).
متفق عليه.

بل وأن الحياء قرين الإيمان كما ثبت ذلك في السنة، فعن بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ).
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد موقوفاً برقم (1313)، والحاكم (1/73) مرفوعاً وصححه الحاكم،
ووافقه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب".

فإذا تقرر في السنة أن الحياء من الإيمان بل قرين له، وعلمنا أن الحياء هو خُلُقٌ يَبْعَثُ عَلَى تَرْكِ الْقَبَائِحِ، فعند ذلك يثْبت لدى كل ذي لُبٍّ؛ أن الخلق الحسن من العقيدة ومرتبطٌ بها ولا ينفك عنها.

۞۞۞۞۞

إنَّ من لَوازم الإيمان بالله تعالى: أنْ يتحلَّى المسلم بالخلقِ الحسن ويُعامل الناسَ بمكارمِ الأخلاقِ، والتحلِّي بحسنِ الخلق جزءٌ رئيس من الإيمان بالله تعالى لا ينفكُّ عنه، وكلَّما قوي إيمان العبدِ؛ كان التزامه بالخلق الحسن أقوى.

قال الله تعالى: { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }.
[البقرة: 177].

عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً ).
أخرجه أحمد (2/527).

۞۞۞۞۞

ومن لوازم الإيمان بالله: أن الله فرض الأخلاق الفاضلة على المسلم فيلتزمها ويمارسها، وفرض عليه اجتناب الأخلاق السيئة فيجتنبها ولا يقربها.

فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أو بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عن الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ من الْإِيمَانِ ).
أخرجه أحمد (2/414)، ومسلم (35).

قال ابن القيم :
" وَأَمَّا حَيَاءُ الْعُبُودِيَّةِ: فَهُوَ حَيَاءٌ مُمْتَزِجٌ مِنْ مَحَبَّةٍ وَخَوْفٍ، وَمُشَاهَدَةِ عَدَمِ صَلَاحِ عُبُودِيَّتِهِ لِمَعْبُودِهِ، وَأَنَّ قَدْرَهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْهَا. فَعُبُودِيَّتُهُ لَهُ تُوجِبُ اسْتِحْيَاءَهُ مِنْهُ لَا مَحَالَةَ."
"مداج السالكين" (2/263).

۞۞۞۞۞

ومن أمثلة ما أمر الله به من الأخلاق الحسنة وشرعه للمسلمين:

ϰ الاستئذان في دخول البيوت.

قال تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ).
(سورة النور:27).

ϰ ونهى عن السخرية بالآخرين مهما كان منزلتهم،

وقال سبحانه: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ).
(سورة الحجرات:11).

۞۞۞۞۞

ومن لوازم الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم: أن يؤمن المسلم ويعتقد أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاء ليتمم مكارم الأخلاق ويحث عليها، فيلتزم العمل بالأخلاق الحسنة ويمارسها وينتهي عما نهاه النبي عليه السلام عنه، وأن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُبلغٌ عن ربه، فمقتضى إيمانه برسول الله امتثال ما أمر به من الفضائل والابتعاد عن ما نهى عنه من الرذائل.

ومما يشهد لذلك:

عن أبي هُرَيْرَةَ قال رضي الله عنه قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ [مكارم]الأَخْلاَقِ ).
أخرجه أحمد (2/318)، والبخاري في "الأدب المفرد" رقم (273)، والحاكم (2/613).

ϰ وأمر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالقول الحسن، وإكرام الضيف والجار، فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
( من كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أو لِيَصْمُتْ وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فلا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ).
متفق عليه.

وجاء في حديث مناقشة هرقل لأبي سفيان في أمر النبي صلى الله عليه وسلم، قال: مَاذَا يَأْمُرُكُمْ ؟
قلت: يقول: اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شيئا ... وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ ).
أخرجه البخاري (7).

فالصدق هنا والعفاف وصلة الأرحام؛ من الأخلاق الحسنة الكريمة، فاقترانها بتوحيد الله تعالى فيه دلالة قطعية على أن الأخلاق الحسنة مرتبطة بالعقيدة ارتباطاً وثيقا، ولا يؤمن المرء حتى يأتمر بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.

۞۞۞۞۞

ومن لوازم الإيمان باليوم الآخر؛ الإيمان بالثواب، والعقاب، فالمسلم يمارس الأخلاق الفاضلة مؤمناً ومعتقداً بأن الله سبحانه وتعالى سيثيبه عليها أجراً عظيماً، وأنها سبيل إلى الجنة، ويترك الأخلاق الذميمة والرذيلة وأن الله تعالى سيعاقبه عليها.

ويتجلى ذلك في حديث عبد اللَّهِ ـ ابن مسعود ـ رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فإن الصِّدْقَ يهدى إلى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يهدى إلى الْجَنَّةِ وما يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حتى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فإن الْكَذِبَ يهدى إلى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يهدى إلى النَّارِ وما يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حتى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ).
أخرجه أحمد (1/384)، ومسلم (2607).

فكلما كان الإيمان صحيحاً قوياً أثمر أخلاقاً حميدة، فأكمل الناس إيماناً محمد بن عبد الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وقد أثنى الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وزكّاه بأنه على خُلُق عظيم.

قال تعالى : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) [القلم:4 ].

قال ابن عباس رضي الله عنهما :
أي: " إنك على دين عظيم، وهو الإسلام ".
"تفسير الطبري " (12/179) .

فالصحيح أنه لا انفكاك للخلُق عن الدِّين،
قال الفيروزآبادي:
"واعلم أن الدين كلّه خلُق ، فمن زاد عليك في الخلُق زاد عليك في الدِّين " .
" بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز " ( 2 / 568 )

فالتحلِّي بالخلق الكريم من أهمِّ خصال الإيمان ولوازمه، ونفهمُ من هذا أنَّ مَن حسنت أخلاقه وطابت فعاله مع الناس كان أقربَ إلى الإيمان وأكثر تحقيقًا له ممَّن ساء خلقُه وشان طبعه.

عن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ).
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" حديث رقم (312، 332)، والترمذي (1977)، والحاكم (1/57).

ومعنى ذلك: ليس بمؤمنٍ كامل الإيمان من يسب ويلعن ويفحش القول، فإذا تقرر أن السب واللعن والطعن ينقص من إيمان المرء؛ عُلِم يقيناً أن حسن الخلق من العقيدة.

وفي مقابل ذلك نعلمُ أنَّ انهيارَ الأخلاق وضعفَ التحلِّي بالخلق الكريم مردُّه إلى ضعفِ الإيمان أو فقدانِه.

فصلة الإيمان بالخلُق الحسن القويم يقرره النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث يقول:
( ثلاثٌ مَن كنَّ فيه فهو منافقٌ، وإنْ صام وصلَّى وحجَّ واعتمر وقال: إنِّي مسلم: إذا حدَّث كذب، وإذا وعَد أخلفَ، وإذا اؤتُمِن خان ).
رواه مسلم (59).

والخلق الحسن الكريم يعتبر من أعمال البر الواسعة لفعل الخيرات، فعن نَوَّاسِ بن سِمْعَانَ رضي الله عنه قال: أَقَمْتُ مع رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةً ما يَمْنَعُنِي من الْهِجْرَةِ إلا الْمَسْأَلَةُ كان أَحَدُنَا إذا هَاجَرَ لم يَسْأَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن شَيْءٍ.
قال: فَسَأَلْتُهُ عن الْبِرِّ ..
فقال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ).
أخرجه أحمد (4/182)، ومسلم (2553).

فالبر هنا معناه: التوسُّع في فعل الخير، والفعل المرضِي، الذي فيه تزكية النَّفس، وإسداء المعروف، والمبالغة في الإحسان.

۞۞۞۞۞

واعلم أيها المسلم أن المعاصي والذنوب من الأخلاق السيئة، وعلاقتها بالإيمان علاقة قوية، إذْ أن المعاصي والذنوب تضعف الإيمان وتنهكه حتى لا يبقى منه مع المسلم شيئا، فإذا كان كذلك؛ فالأخلاق مرتبطة بالعقيدة، فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( لَا يَزْنِي الزَّانِي حين يَزْنِي وهو مُؤْمِنٌ ولا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حين يَشْرَبُ وهو مُؤْمِنٌ ولا يَسْرِقُ حين يَسْرِقُ وهو مُؤْمِنٌ ولا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ الناس إليه فيها أَبْصَارَهُمْ حين يَنْتَهِبُهَا وهو مُؤْمِنٌ ).
أخرجه أحمد (3/346)، والبخاري (2343)، ومسلم (57).

۞۞۞۞۞

إن التخلي عن الرذائل والتحلي بالفضائل هو؛ مرضاة لله عز وجل، وتزكية للنفوس، وإنَّ الأوامر التي وردت في الكتاب والسنة وتعلقت بالصلاة والصيام لا تنفصل عن الأوامر التي تعلقت بالصدق والعدل وصلة الرحم وإكرام الجار والضيف واحترام الصغير وتوقير الكبير ..
وغير ذلك من الأخلاق الحميدة، فمن هنا تكون فضائل الأخلاق ومكارمها داخلة في إطار الدين وركناً أساسياً من أركان العبادة.

۞۞۞۞۞

ونخلص مما سبق في بحثنا ـ المبارك ـ إلى أن الرابط وثيق بين العقيدة وبين الأخلاق، فمقتضى الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، هو: التحلي بكل خلق فاضل حميد كريم، والتخلي عن كل خلق فاضحٍ رذيلٍ ذميم، وهو جانب من جوانب الشمول والتكامل في هذا الدين العظيم.

والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ،،،




الموضوع الأصلي: ألأخلاق من العقيده || الكاتب: ترانيم ألشجن || المصدر: مملكة السلطانة شهرزاد

كلمات البحث

خواطر ، اشعار ، ادب ، تصميمات ، مقالات





HgHoghr lk hgurd]i




 توقيع : ترانيم ألشجن

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 12-22-2018   #2


قيصر فلسطين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Oct 2018
 أخر زيارة : 02-12-2024 (03:01 PM)
 المشاركات : 2,213 [ + ]
 التقييم :  1300
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



بارك الله فيك
سلمت يمناك
على روعة الطرح والموضوع
السعادة لروحك
ودي وشذى الورد

تحيه


 
 توقيع : قيصر فلسطين

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 12-25-2018   #3
https://c.top4top.net/p_1088hgjxr2.gif


راعي المود غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 74
 تاريخ التسجيل :  Dec 2018
 أخر زيارة : 03-12-2020 (07:22 AM)
 المشاركات : 62 [ + ]
 التقييم :  1115
 الدولهـ
Oman
لوني المفضل : Chocolate
افتراضي



بارك الله فيك .... وجزاك الله خير

ويجعله الله في ميزان حسناتك


 
 توقيع : راعي المود

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 01-09-2020   #4


عاشق الغاليه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 94
 تاريخ التسجيل :  Jan 2019
 أخر زيارة : 11-26-2020 (07:44 PM)
 المشاركات : 3,099 [ + ]
 التقييم :  3115
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



سأظل أردد .. ما شاء الله
هطول ثري
وطرح رائع يوشم بالتميز
لشخصية عذبة أكثر تميز


 
 توقيع : عاشق الغاليه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
This Forum used Arshfny Mod by islam servant