#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
أخلاق الدين وأخلاق الضمير
في جلسة بين عدد من طلبة الكلية، جمعت بين شباب يساريين وإسلاميين وملحدين وطلبة بدون أي انتمائي سياسي أو إيديولوجي، سأل الشاب الإسلامي صديقه الملحد، بكل عفوية، وهو مقتنع بجدية سؤاله: "هل تنكح أمك؟". انفجرت إحدى الطالبات ضحكا وغضبا وهي تسأل صديقهم الإسلامي: "هل ما يمنعك من أن تنكح أمك هو الدين؟ هل غدا، إن تغير موقفك من الدين، ستنكح أمك؟" الحكاية حقيقية وليست حتى بالقديمة؛ وهي تترجم تصور عدد من المتدينين والإسلاميين للقيم وللأخلاق. بالنسبة لهم، الدين وحده يؤطر الأخلاق والسلوك ويمنع الفرد من الممارسات المشينة والسلبية؛ ولا وجود لأي إطار ممكن للأخلاقيات الإيجابية والسلوك المواطن خارج الدين والتدين. في تصور هؤلاء، وفي مرحلة أولى، الملحد والعلماني سواء لا فرق ببينهما؛ رغم أن العلماني قد يكون شخصا متدينا. لكن تصور الكثيرين عن العلمانية يجعلها في نفس مستوى الإلحاد، بل قد تكون عندهم مرادفا لمعاداة الدين. في مرحلة ثانية، بالنسبة لهؤلاء، إن كنت علمانيا أو لا دينيا أو ملحدا، فأنت بالتأكيد شخص بدون أخلاق ولا قيم، تمارس الجنس مع أمك وأختك وابنتك، قد تسرق وتخون الأمانة، تسكر وتغش وتعنف والديك. إن كنتِ امرأة، فأنت بالتأكيد تمارسين الجنس مع جميع الرجال وربما مع الأطفال والحيوانات أيضا. تمارسين الجنس الجماعي وتشربين المواد الكحولية (لا يهم إن كنت ترغبين في شربها أم تفضلين عصير البرتقال. بالنسبة لهم، ما دمتِ علمانية أو ملحدة أو مدافعة عن قيم الحداثة والحريات الفردية، فأنت بالضرورة تشربين المواد الكحولية وتمارسين الجنس بدون أي رادع وتجهضين كل خمسة أيام دون إي إحساس بالذنب. ألست علمانية حداثية؟). للأمانة، وحين يتعلق الأمر بالنساء، فهذا تصور قد يشترك فيه الإسلاميون مع بعض الحداثيين. ضمن هؤلاء أيضا، قد نجد عينة تعتبر أن كل امرأة حداثية هي بالضرورة امرأة تمارس الجنس بدون أي ضوابط، ليس بناء على اختياراتها لكن متى ما أتيحت لها الفرصة لذلك. كما أنها تشرب الكحول بالضرورة؛ رغم أن الكحول ليس رديفا للحداثة ولا الامتناع عنه رديف للتخونج، بل قد يكون مسألة ذوق لا غير. لا يدركون بشكل كاف أن الحداثية التي تحررت من ضغط المجتمع على جسدها، تتعامل معه باحترام كاف يجعلها تمارس الجنس مع شريك تختاره، وحين ترغب في ذلك... وهذا وازعها الأخلاقي الذي يؤطرها! لكن، للأسف، في التخلف المرتبط بأجساد النساء، قد يلتقي الكثير من الإسلاميين مع الكثير من الحداثيين (أو أشباههم؟). بالعودة لموضوعنا الأصل، سنتذكر أن أصدقاءنا الإسلاميين لا يستطيعون أن يتصوروا لك أي منظومة قيم، ما دمتَ، بالنسبة لهم، خارج منظومة القيم الوحيدة التي يعرفونها ويعترفون بها: الدين والتدين. للأسف، هناك منظومة من التصورات تجعل الكثير من الأشخاص لا يفصلون الدين عن الأخلاق، بل ويعتقدون أن الدين هو المحرك الوحيد للأخلاق: أن تكون متدينا، فأنت تخاف الله وتخاف جهنم، وبالتالي، فأنت لا ترتكب المعاصي. فهل الخوف من جهنم وحده يستطيع أن يؤطر سلوك الفرد؟ بالمقابل، فأن تكون علمانيا مدافعا عن فصل الدين عن الحياة العامة، أو ملحدا أو لا دينيا، فبالتالي لن يكون لك أي رادع. وكأن الخوف من عقاب الله وحده يستطيع أن يؤطر سلوك الفرد، وليس إيمانه بقيم المواطنة والعيش المشترك والسلوكيات الإيجابية.
Hoghr hg]dk ,Hoghr hgqldv
المصدر : || منتديات شهرزاد الادبية
إسم الموضوع : || أخلاق الدين وأخلاق الضمير
القسم : || الأخبار العالميه والمحليه
كاتب الموضوع : || الوافي
|
10-29-2021 | #3 | ||||||||||||
|
طرح رائع
وسَلمٌ لنآِ ذوُقِكْ الَراقيُ عْلىَ جَمِالُ الاخِتيًارُ لِكٌ ولُحٍضٌورَكٌ الجٌميِلْ كُلً الشٍكُرٌ وَالِتقٌديُر |
||||||||||||
|
مواقع النشر |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نجم الدين بن المنفاخ.. طبيبُ الأيوبيين اللامع الذي قتله حاسدوه! | شادي | شخصيات تاريخيه في الذاكره | 6 | 11-10-2021 06:21 PM |