اذكروا الله يذكركم
وأضاف أن قوله تعالى: «قَسَتْ قُلُوبُكُم» يعني أنها لم يعد يؤثر فيها الذكر الفطرة التي فطر الله الناس عليها أنه «وذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ المُؤْمِنِينَ» سارع إلي الله فعندما تُذكر الإنسان يتذكر، وعندما تُذكره بالله يرجو وجه الله أو يخاف من عذاب الله، ولكن هناك قلوب تُذكِّرها بالله فكأن في أذانها وقر, والذين لم يؤمنوا دائمًا نجد عندهم في أذانهم وقر، يقول تعالى « ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم » يعني لا ينفع فيها الذكر « مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ» والكاف للتشبيه والتمثيل، والحجارة شأنها الصلادة والصلابة, والحجارة شأنها أنها لا تتحرك إلا بمحرك.
وتابع: فالحجارة صلبة وليست لينة بحيث أنها إذا أصابت أحدنا فإنها تصيبه, لكن لو نزل علينا ماء لا يصبنا بشيء، « فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ» كأننا ظلمنا الحجارة بتشبيههم بها .. لماذا ؟ لان هناك بعض الحجارة إذا أدخلنا فيه مسمار يدخل ولا يأبى الحجر أن يستقبل المسمار، ولو كسَّرنا الحجر يتكسر ، ولكن البعض قلوبهم لا تلين, ولا تلين أبدًا بصفة مستمرة.
واستطرد: هل الناس التي قلوبها كالحجارة ممكن ربنا يأذن إنه تفجر منه الأنهار ؟ الله يفعل ما يشاء .. طبعًا ممكن فحينئذ يستطيع هذا الذي كان قلبه كالحجارة وبإذن الله وعندما يمنُّ الله عليه ويهديه إنه تتفجر منه منابع الخير، وهذا يوصلنا إلى ؟ إلي أننا لا نحتقر أحدًا من الناس ولا نحتقر عاصيًا، وإنما نكره فعله، نحن لا نحب القتل، ولا نحب السرقة، ولا نحب الكذب وشهادة الزور، والحقد والحسد.
فضل كثرة الذكر
1- الفوز برضا الله: فقد قال – سبحانه-: « وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب:35].
2- رفعة المنزلة في الآخرة: ورد عن بعض الصحابة كعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- وغيره قالوا: « كان إدريس -عليه السلام- خياطًا، يخيط الأقمشة، قالوا: ما غرس الإبرة في مكان - يعني ما بين الثقبين- إلا قال: سبحان الله، فقال له الله في ليلة من الليالي عند المساء: يا إدريس، لأرفعنك مكانًا عليًا، فبكى وسجد، قال: ولم يا رب! وقد رفعتني في الدنيا رفعةً ما بعدها رفعة- نبي من الأنبياء، ورسول من الرسل- قال: لقد نظرت إلى صحائف الناس كل ليلة فوجدتك دائمًا أكثر الناس تسبيحًا واستغفارًا.
3- اعتباره عند الله تعالى من الذاكرين: فقد صحّ عن رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « مَن استَيقظَ مِن اللَّيلِ وأيقظَ امرأتَهُ فصلَّيا ركعتَينِ جميعًا كُتِبا مِن الذَّاكرينَ اللَّهَ كثيرًا والذَّاكراتِ»، [صحيح أبي داود].
4- نقاء القلب: قال أبو الدرداء - رضي الله تعالى عنه: « لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل».
السلام عليكم
ونعم بالله الذكر قلب الايمان وذكر الله خير ما في الدنيا وحسن اولائك رفيقا
اذكروني اذكركم فمن شاء ذكر ومن لم يشا فالله غني عن العالمين
جزاك الله خيرا
اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك