رغم تضخم الـ100 في المئة.. لماذا اختار الروس "الفرار" إلى الأرجنتين؟

رغم تضخم الـ100 في المئة.. لماذا اختار الروس "الفرار" إلى الأرجنتين؟

في متنزه لاس هيراس بالقرب من العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وبينما كانت أمهات يدفعن عربات أطفالهن، وأخريات يرتشفن قهوتهن، كان من اللافت أن معظمهن يتحدثن باللغة الروسية.

ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير من العام الماضي، تصل أعداد كبيرة من الروس إلى الأرجنتين، التي توفر ملاذا آمنا لهم، بعيدا عن الحرب والقمع المتزايد للمعارضين في وطنهم والقيود الصارمة على التأشيرات التي ظهرت ضد الروس في أجزاء أخرى من العالم، بحسب تقرير لوكالة "بلومبيرغ".

ورغم الرحلة الشاقة، التي تمتد لأكثر من 16 ألف كيلو متر، والتكلفة المالية المرتفعة، اختار بعض الروس، الفرار من بلادهم إلى الأرجنتين، الواقعة في أميركا الجنوبية، والتي تعاني من أزمات اقتصادية، وتضخم يقترب من مئة في المئة.

أحد الأطفال الرضع الذين يتم دفعهم في عربته في المتنزه، هو ليونيل زويف، البالغ من العمر شهرا واحدا، تمت تسميته على اسم أسطورة كرة القدم الأرجنتيني، ليونيل ميسي، الذي توج بكأس العالم في قطر في ديسمبر الماضي، وذلك في علامة امتنان من والديه على كرم ضيافة البلد اللاتيني، الذي وصلا إليه في نهاية نوفمبر الماضي، ويخططان للبقاء فيه.
الجنسية الأرجنتينية

بات ليونيل زويف مواطنا أرجنتينيا عند الولادة، وحصل والديه على الإقامة بصفتهم والدين لأرجنتيني، ويمكنهم التقدم بطلب للحصول على الجنسية في غضون عامين.

وقالت والدته، جوليا زويفا (34 عاما): "لم نخطط لأي شيء قبل نوفمبر، كنت في مجموعة مع فتيات حوامل، وقالوا جميعا، نحن سنسافر إلى الأرجنتين، كنت مهتمة بمعرفة السبب".

ويمكن للروس الذين لا يخططون لإنجاب طفل دخول البلاد بتأشيرة سياحية مدتها ثلاثة أشهر، ثم التقدم بطلب للحصول على تأشيرة طالب أو تأشيرة رحالة رقمي، للذين يعملون عن بعد، أثناء تواجدهم في البلاد.

ورحبت الحكومة الأرجنتينية بالوافدين الروس الذين يخططون للبقاء، بينما تفحص في أوراق الذين يفدون لولادة أطفالهم فقط، للحصول على جواز السفر ،ثم يغادرون.

في فبراير الماضي، وصل،ت 33 امرأة روسية في الثلث الثالث من الحمل على متن رحلة واحدة للخطوط الجوية الإثيوبية عبر أديس أبابا.

ورغم أن السفر الجوي الدولي جعل الرحلة من أوروبا أسهل من الأجيال السابقة، إلا أن العقوبات أضافت عقبات جديدة، مما أدى إلى عدم توفر الرحلات الجوية المباشرة من روسيا إلى معظم الدول الأوروبية.

ويصل العديد من المهاجرين إلى بوينس آيرس عبر طرق ملتوية تتضمن فترات توقف متعددة. وأسرع الطرق عبر اسطنبول وأديس أبابا ودبي، وهي تكلف ما يزيد عن 1500 دولار لتذكرة الذهاب فقط، وأقصر رحلة تمتد لـ27 ساعة تقريبا.

وفي يناير الماضي فقط، وصل أكثر من 4500 روسي، بزيادة أربعة أضعاف عن العام السابق.

ووفقا لوزارة الهجرة الأرجنتينية، دخل إلى الأرجنتين 22 ألف روسي منذ بداية العام الماضي، غادر 60 في المئة منهم البلاد بعد فترة، ولا توجد بيانات متاحة عن المكان الذي ذهبوا إليه.
هجرة الأدمغة

وتقول "بلومبيرغ"، إن الروس الذي يأتون إلى الأرجنتين، من ذوي المهارات العالية في الغالب، "وهذا قد يساعد الأرجنتين على سد الفجوة التي خلفها المتعلمون الذين انتقلوا إلى أوروبا في السنوات الأخيرة هربا من حالة عدم اليقين الاقتصادي".

فقد وصل نحو 33 ألف أرجنتيني إلى إسبانيا في عام 2021، وهو أكبر عدد منذ عام 2008 على الأقل، وفقا لأحدث البيانات المتاحة من وكالة الإحصاء الوطنية الإسبانية.

في الوقت نفسه، يُستنزف الاقتصاد الروسي من هجرة الأدمغة والعمال الموهوبين، إذ غادر ما يصل إلى مليون شخص العام الماضي. ورغم عودة بعضهم، فإن معظمهم بدأوا العمل وحياة جديدة في أماكن لديها أنظمة تأشيرات مرنة مثل أجزاء من الاتحاد السوفيتي السابق، والإمارات العربية المتحدة، وجنوب شرق آسيا، في حين استقر البعض في أجزاء أخرى من أميركا اللاتينية، مثل البرازيل، وفقا لتقارير إخبارية محلية.
تجفيف المعارضة

وترى بلومبيرغ أن النزوح الجماعي قد يؤدي أيضا إلى تجفيف روسيا من المعارضة المحتملة لنظام الرئيس فلاديمير بوتين، والحرب في أوكرانيا.

وانتقد معظم الروس في بوينس آيرس، الذين تحدثت إليهم وكالة بلومبرغ، وزاد عددهم عن عشرة أشخاص، بوتين علنا.

وسبق أن احتج المئات من الروس والأوكرانيين على الحرب أمام سفارتي البلدين في بوينس آيرس في فبراير.

لكن أستاذ التاريخ خوسيه مويا، الذي يتولى تدريس مادة عن الهجرة العالمية في نيويورك، يرى أنه "بالمغادرة، يعطي المهاجرون قوة للطغاة الذي هم يعارضونهم".
البحث عن العمل

يبدو أن العديد من المهاجرين غير منزعجين من حالة عدم اليقين بشأن العيش في بلد تخلف عن سداد ديونه السيادية 9 مرات في تاريخه البالغ 200 عام، وذلك يعود جزئيا إلى أن روسيا أيضا عانت من اضطرابات اقتصادية، والأهم من ذلك أن العديد من الروس القادمين جلبوا معهم مدخراتهم ويعملون عن بُعد، وبالتالي تم حمايتهم في البداية من التضخم المرتفع.

ووصلت فيكتوريا بوغاتايا، 35 عاما، في يناير، ومن المقرر أن تلد في وقت لاحق من هذا الشهر.

تخطط بوغاتايا وزوجها للبقاء والعمل في السياحة في الأرجنتين، كما فعلوا في بلادهم في جبال القوقاز في جنوب روسيا.

وقالت: "أنا أحب روسيا ، ولكن في العقد المقبل ، يبدو أن أمورها ستزداد سوءا. أريد أن أمنح ابنتي كل الفرص التي تستحقها".

الموضوع الأصلي: رغم تضخم الـ100 في المئة.. لماذا اختار الروس "الفرار" إلى الأرجنتين؟ || الكاتب: الوافي || المصدر: مملكة السلطانة شهرزاد

http://shrzad.com

كلمات البحث

خواطر ، اشعار ، ادب ، تصميمات ، مقالات

المصدر: منتديات شهرزاد الادبية - من قسم: الأخبار العالميه والمحليه

---

vyl jqol hgJ100 td hglzm>> glh`h hojhv hgv,s "hgtvhv" Ygn hgHv[kjdk?

المصدر : || منتديات شهرزاد الادبية إسم الموضوع : || رغم تضخم الـ100 في المئة.. لماذا اختار الروس "الفرار" إلى الأرجنتين؟  القسم : || الأخبار العالميه والمحليه كاتب الموضوع : || الوافي

كل الشكر لموضوعكم الرائع
لكم كل الشكر والتقدير
دمتم بهذا الابداع