تعلم يا أخي أنَّ لتدبر القرآن الأثر العظيم في الهداية والثبات، والأجور الكثيرة، وفي الجهة الأخرى حرص الشيطان الشديد أن يبعدنا عن كتاب ربنا وعن الاستقامة.
فالشيطان يُصَوِّر لمن يريد طريق القرآن ما لا يُصَوِّره لغيره، من اشعاره أن الوقت ضيق جدًا، وأن الأشغال كثيرة ولابد أن ينجزها، أو يُشغله بما لا فائدة منه، فلا يتركه وشأنه مع القرآن أبدًا، ولو راقب أحدنا نفسه وهو يقضي الكثير من الأوقات فيما لا نفع فيه، فسيجد الساعات الكثيرة تذهب سدًا من يومه وأسبوعه، ولا يجد نفسه يقول الوقت ضيق، وإذا أقبل على القرآن يجد مئات الحجج الفاسدة أن وقته لا يسمح له، وهذا إنما هو من عمل الشيطان وأبوابه علينا ليضلنا ويجعلنا نهجر القرآن.
فلا يغلبنَّك الشيطان بإبعادك عن كتاب ربك، واشغالك عنه، بل كن فطنًا، واعلم أن قضاء وقت مع القرآن إنما هو باب من البركات تعم وقتك وحياتك وفي كل شيء.