نزلت سورة الأنفال في رمضان من السنة الثانية للهجرة، بعد تمام النصر للمسلمين في غزوة بدر التي كانت بلا شكّ المعركة الفاصلة بين الحقّ والباطل والتي كانت ذات تأثير عظيم في تاريخ الإسلام، وقد كانت بداية نزولها قبل انصراف المسلمين من بدر.
ويعدّ السبب الرئيسي والمباشر لنزول سورة الأنفال هو معالجة وتوضيح بعض الأمور التي وقعت قبل غزوة بدر وبعدها، ومنها:
كراهة بعض المسلمين للخروج إلى بدر والقتال هناك، واختلاف وجهات النظر بين المسلمين في كيفية التعامل مع الأسرى بقبول الفداء منهم أو قتلهم،
وتعدّد آراء المسلمين في قسمة الغنائم،
بعد أن كانوا قد انقسموا أثناء غزوة بدر إلى فرقتين:
الأولى كانت تقاتل المشركين وتأسر منهم،
وأمّا الثانية فكانت تدافع عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وتوفر الحماية له، فوقع الخلاف بينهم على الفرقة المُستحِقَّة للغنائم.
الأنفال هي الغنائم التي يتم الحصول عليها من الحرب،
وقد سمّيت غزوة الأنفال بهذا الاسم؛ لحديثها في عدّة مواضع عن الغنائم التي حصل المسلمون عليها من غزوة بدر، حيث قال الله -تعالى- في أول سورة الأنفال: (يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ).
التعريف بسورة الأنفال
تعدّ سورة الأنفال إحدى السور المدنية، ويبلغ عدد آياتها خمساً وسبعين، وعدد كلماتها ألف وستمئة وإحدى وثلاثون، وعدد حروفها خمسة آلاف ومئتين وأربعة وتسعون حرفاً،
و نزلت سورة الأنفال بعد بَدْء نزول سورة البقرة؛ لأن سورة البقرة هي أول ما نزل من الوحي بالمدينة، وذكر ذلك الإمام السيوطي في الإتقان فقال: "وأول ما نزل بالمدينة سورةُ البقرة، ثم سورة الأنفال، ثم آل عمران.." [
.
كما أنّها تعدّ السورة الثامنة بين السور في ترتيب المصحف.
تربية المؤمنين على الانصياع لأوامر الله -تعالى- وطاعته، والتقرب إليه، وشكره على نِعَمه العديدة، وحثّهم على طاعة رسوله والالتزام بأوامره. بيان وتوضيح عوامل النصر والهزيمة في الحروب، والحديث عن قوانين الحرب من غنائم، وأسرى، ومعاهدات ومواثيق.
بيان أنّ المرجع في الأحكام الشرعية هو الله -تعالى- ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم-.