|
||||||||||||
آخر 20 مشاركات |
|
||||||
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
المشكلات التي تواجه العمارة الفلسطينية القديمة
يمثل الفن المعماري في فلسطين بكل تفاصيله تاريخاً متصلاً من الحلقات التي تربط الماضي بالحاضر؛ فتعكس عراقة الشعب الفلسطيني وأصالته وتجذره في أرضه، وتعطي صورة دقيقة عن ملامح الحضارات المتعاقبة التي حكمت المنطقة، هذا الإرث التاريخي للشعب الفلسطيني مهدد بالدمار لعدة اسباب يمكن استعراض أبرزها على النحو التالي: 1- سياسة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة بمصادرة المباني أو هدمها أو تهويدها: تسعى سلطات الاحتلال جاهدة إلى نهب خيرات الشعب الفلسطيني وطمس أو تدمير أو مصادرة موروثه الثقافي، وكل ما يشير إلى حقه في أرضه ومقدساته؛ في محاولة منها لتزوير الحقائق التاريخية. ونتيجة لهذه السياسة وقعت العمارة الفلسطينية، كأحد مكونات الثقافة الفلسطينية، في مرمى استهداف سلطات الاحتلال؛ فعملت على: أ- مصادرة الكثير من المباني التاريخية الفلسطينية، سواء كانت سكنية أو دينية أو معالم أثرية، بإصدار سلسلة من الأوامر العسكرية المدعومة بقوة الجيش والشرطة الإسرائيلية. ب- إلصاق روايات توراتية مختلقة بهذه المباني؛ لاتخاذها ذريعة تؤدي إلى سيطرتها عليها. ت- اللجوء إلى سياسة السرقة والتزوير. ففي عام 2010 أقرت الحكومة الإسرائيلية ضم الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم، إلى قائمة المواقع الأثرية الإسرائيلية، وخصصت لها أكثر من مئة مليون دولار؛ بهدف صيانتها وترميمها، ووضعت خطة تنص على صيانة 150 موقعاً أثرياً لربطها بمسار تاريخي توراتي. وتسعى حكومة إسرائيل إلى إطلاق خطة خماسية أخرى لتهويد معالم أثرية في فلسطين وترميم أخرى، بالإضافة إلى إقامة مشاريع تراثية مرتبطة بالتراث اليهودي المزعوم، مثل إقامة نصب تذكارية ومتاحف صغيرة، ومواقع أثرية وحدائق. أما بالنسبة لمدينة القدس، فإن إسرائيل لم تكتف بالسيطرة على حائط البراق وعلى أحياء كاملة من المدينة المقدسة، والاستيلاء على منازل المواطنين وإحلال المستوطنين مكانهم؛ بل تحاول أن تقسم المسجد الأقصى بشكل دائم، بحيث تقتطع ساحاته الجنوبية الغربية لتخصص للمصلين اليهود جزءًا آخر من المسجد. وتعمل دولة الاحتلال على استكمال مشروع "المدينة اليهودية المقدسة" أسفل المسجد الأقصى ومحيطه، من خلال افتتاح عدد من مواقع الحفريات المتجددة، بالإضافة إلى بناء مزيد من المعالم اليهودية الدينية في البلدة القديمة للقدس، مثل كنيس الخراب الذي يمثل حاليا الرمز اليهودي الأكبر في بلدة القدس القديمة. كما تحاول إسرائيل الاستيلاء على الأوقاف المسيحية، وخصوصا أملاك الكنيسة الأرثوذوكسية في البلدة القديمة؛ ولا تكف إسرائيل عن محاولاتها تهويد منطقة القصور الأموية وتحويلها إلى ما يسمى "مطاهر الهيكل" المزعوم. لم تقتصر العملية على مدن الخليل والقدس وبيت لحم، بل طالت كل المدن والقرى الفلسطينية عبر بسط سيطرتها على مجموعة من المباني والمقامات الدينية والأثرية؛ متذرعة بارتباطها بالمعتقدات اليهودية، مثل: قبر يوسف في قلب مدينة نابلس، ومقمات بلدتي كفل حارس وعورتا. ث- هدم العديد من المباني التاريخية، باستخدام القنابل والصواريخ والجرافات، لا سيما خلال انتفاضة الأقصى؛ عندما شنت سلسة من الاجتياحات على مختلف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية. وتجلت هذه السياسة بكل وضوح في اجتياحات البلدة القديمة لمدينة نابلس وكذلك حصار كنيسة المهد في بيت لحم عندما دمرت مئات المنازل والقصور التاريخية وبيوت العبادة الاسلامية والمسيحية التي تحمل بين طياتها ملامح العمارة الفلسطينية وأصالتها. ج- سرقة مكونات العمارة الفلسطينية؛ حيث تعمل اسرائيل بالخفاء على نهب مكوناتها، بالسطو على حجارة المباني التاريخية، بما تحمله من مظاهر جمالية لتشييد، مبان بطراز قديم للإيهام بتمثيلها رمزًا دينيًا أو شعبيًا، كما حدث عندما سرقت حجارة خربة عزبة "دير سمعان" لتبنى داخل مستوطنة "عالي زهاف" في محافظة سلفيت. وأحيانا تلجأ إلى تطعيم المباني بالرموز اليهودية لتزوير تاريخها وتهويدها؛ ففي مدينة القدس وبادعاء تنفيذها مشروع لتصليح وترميم وصيانة أسوار القدس القديمة، أزالت حجراً من أحجار السور القديم، واستبدلته بحجر مرسوم ومنحوت عليه مجسم للهيكل المزعوم، في مقطع يقع الى اليسار من باب الساهرة (أحد أبواب البلدة القديمة)؛ كما قامت بتغيير عدة أحجار في الجهة الداخلية لباب الساهرة، ووضع حجارة يحمل بعضها رسم "النجمة السداسية" التي ترمز إلى اليهودية والصهيونية. ولم يكتف اليهود بذلك بل أزالوا حجرًا تاريخيًا من فوق القوس الداخلي لباب الساهرة؛ وغيروا حجارة أخرى في منطقة الباب الجديد (أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس)، واستبدلوها بحجر يحمل "النجمة السداسية" في مقطع يقع يسار الباب. 2- العوامل الطبيعية التي تؤدي إلى تمدد وتقلص مواد البناء نتيجة لتباين درجاتها ومقاديرها من وقت لآخر؛ ما يؤدي إلى حدوث تصدعات وشقوق في المباني. كما أن شدة الرياح يمكن أن تسبب انهيار جدران وأسقف المباني التي ضعفت نتيجة التآكل عبر الزمن؛ إضافة إلى أن هذه الرياح بما تحمله من غبار وأتربة، تؤدي إلى تشويه مناظر هذه المباني واتساخها. ومن العوامل الطبيعية المهمة أيضا: الزلازل بحركاتها واهتزازاتها الفجائية غير المنتظمة، التي تؤدي إلى تعرض كثير من العناصر للانفصال عن بعضها أو تصدعها كليا أو جزئيا، ومن الممكن أيضا أن تؤدي إلى فقدان الجدران لنظامها الإنشائي، بحيث تتحول إلى جدران منبعجة أو مائلة، بالإضافة إلى حدوث تكسير في الدعامات الحاملة للأسقف، وغيرها. 3- غياب المرجعية القانونية التي من شأنها حماية العمارة الفلسطينية بكل ما تحمله من لمسات معمارية فنية؛ فقانون الآثار المعمول به رقم 5 لعام 166 المأخوذ عن القانون البريطاني، لم يوفر الحماية سوا للمباني التي شيدت قبل 1700 سنة، بحيث يغفل الأبنية القديمة التي بنيت بعد هذه السنة، فلا تخضع لحمايته؛ ما يجعلها تواجه خطر الهدم. 4- عدم وجود قوة تنفيذية تشمل جميع المناطق لمنع هدم مبنى ذي أهمية تاريخية، في حال صدور قرار بعدم هدمه. 5- عدم توفر مخططات لدى وزارة الحكم المحلي لحماية هذه المباني، وعدم فرض جزاءات صارمة بحق الأشخاص الذين يقومون بهدم المباني القديمة. 6- الاستثمارات المتزايدة في البلدات القديمة؛ إذ يقوم المستثمرون بهدم المباني القديمة لبناء أبنية على الطراز الحديث، مثل العمارات والمطاعم وغيرها؛ لاعتقادهم بأن لها عائدًا ماليًا يفوق الأهمية التاريخية للأبنية القديمة. 7- ضعف الوعي الشعبي بأهمية البلدات القديمة ومبانيها التاريخية. 8- هدم أصحاب البيوت القديمة بيوتهم لإقامة بيوت على الطراز الحديث، رغم أن ترميم البيوت القديمة أقل كلفة. 9- اعتماد المؤسسات التي تعمل على ترميم الأبنية القديمة (مؤسسات غير حكومية) على التمويل الخارجي، بشكل لا يضمن معه استمرار توفر هذه المساعدات. 10- الافتقار إلى توفر العدد الكافي من الكوادر والأشخاص ذوي الخبرة بعمليات الترميم؛ إذ لا يزيد عدد هؤلاء عن 100 شخص تقريبًا، فعدد الأبنية القديمة كبير جدا، إضافة إلى أنها موزعة في مناطق متعددة. 11- عدم وجود عدد كاف من المؤسسات التي تعمل في مجال الترميم؛ إذ لا يزيدعدد هذه المؤسسات عن أربع، وهي: مؤسسة رواق، ومؤسسة التعاون التي تعمل بالقدس، ولجنة اعمار الخليل، ولجنة حفظ التراث في بيت لحم. 12- نقص التعليم الأكاديمي حول كيفية ترميم المباني القديمة؛ إذ لا يوجد مهندسون متخصصون في هذا المجال، بالاضافة إلى نقص الفنيين ودورات تدريب العمال والحرفيين في مجال الترميم. 13- عدم وجود سجل لتوثيق المباني القديمة والتاريخية؛ إذ يحتاج إعداد مثل هذا السجل إلى جهد كبير. 14- مشكلة تعدد الملكيات؛ بحيث تعود أغلب المباني القديمة إلى أكثر من مالك؛ ما ينعكس على إمكانية ترميم المباني؛ لأن ذلك يتطلب اتفاق كافة المالكين على تنفيذ عملية الترميم.
hgla;ghj hgjd j,h[i hgulhvm hgtgs'dkdm hgr]dlm hgjd hgulhvm hgtgs'dkdm hgr]dlm
المصدر : || منتديات شهرزاد الادبية
إسم الموضوع : || المشكلات التي تواجه العمارة الفلسطينية القديمة
القسم : || جرحنا الفلسطينى
كاتب الموضوع : || عاشق الغاليه
|
01-20-2020 | #2 | ||||||||||||
|
موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزة لا عدمنا التميز و روعة الاختيار دمت لنا ودام تالقك الدائم آرق التحايا |
||||||||||||
|
01-23-2020 | #3 | ||||||||||||
|
سلمت يداكم على طرحكم الاكثر من رائع و الله يعطيكم الف عافيه... وفي انتظاااار جديدكم... .*. دمتِم بسعاده لاتغادر روحكم.*..........
|
||||||||||||
|
03-31-2020 | #4 | |||||||||||||
|
اشكركـم على حضوركمـ الكريم
وتعطير متصفحي بردكمـ الجميييييل الله يعطيكـم العافيه ولا يحرمـني منكـم و من طـلـتـكـم لكـم تحيـــ ومحبتي ــــااااتي قطرة ندى هلا وغلا يسلموووو على التواجد الراااائع يعطيكم العافيه مودتي |
|||||||||||||
|
مواقع النشر |
المشكلات التي تواجه العمارة الفلسطينية القديمة
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المدن التاريخية _ حيفا_ العمارة والتخطيط الحضري | عاشق الغاليه | جرحنا الفلسطينى | 3 | 03-30-2020 12:44 AM |
أبنية رائعة جعلت من ريو ديجانيرو عاصمة العمارة | ترانيم ألشجن | شهرزاد السياحي | 7 | 01-10-2020 10:30 PM |
دولة تواجه مشكلتها الأكبر ببيع 1000 حيوان بري | الوافي | عالم الحيوانات والنباتات والبحار | 3 | 08-08-2019 06:00 AM |
الاحتلال يشرع بهدم بنايه سكنيه في القدس | الملكة شهر زاد | جرحنا الفلسطينى | 2 | 11-26-2018 07:49 AM |