![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
||||||||||
|
|||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
||||
|
|||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#151 | ||||||||||||
![]() ![]() ![]()
|
![]()
نعيمة قربع، تونس
خطّ مئات الصّفحات و هو يلهث في أثر الجاني و يبحث عنه في كلّ شارع و زقاق .. دخل كثيرا من البيوت و تنقّل من مدينة إلى أخرى حاملا على ظهره غضبه .. يرافقه توتّره الذي لم يتخلّ عنه لحظة واحدة .. أنهكه الغوص في الكلمات و بين السّطور في الحركات و أعماق النّظرات في الصّمت نفسه و حتّى في طريقة التّنفّس .. لاحق الأسرار جميعها و لم يهدأ له بال حتّى كشفها .. غاص في دواخل الشّخصيّات و خواطرها و تعثّر بمفاجآت لم يكن يتوقّعها .. عثر صدفة على صناديق من الحكايات و صرر من الآلام و العقد و الكره و الحبّ و الخيانة و القهر و الحنين … تقطّع نفسه و هو يركض من صفحة إلى أخرى ملوّحا أنّه اقترب جدّا من المعتدي و أوشك أن يقبض عليه قبل البوليس … في كلّ صفحة إضافة و شكوك و تهمة تسقط عن واحد لتذهب إلى آخر و قد تعود إلى من سقطت عنه … امتلأ شكّا في كلّ شخص و سكنه الاقتناع أنّ المجرم لا يبتعد أبدا عن مكان جريمته .. يظلّ حاضرا فيه .. قد يغادره بعض الوقت ثمّ يسرع إليه .. يتفقّده .. يراقبه يريد أن يطمئنّ أنّه لا يبدو في الصّورة و لم يفته إخفاء أثر من آثاره .. يظلّ يحوم حول المكان مهووسا بالرّغبة في مواصلة طمس جريمته و معتقدا أنّ حضوره في حدّ ذاته يدفع عنه الشّبهات و يقرّبه من البراءة … كان يلتقط أدقّ التّفاصيل و يتفرّس في كلّ الوجوه و لا يملّ من تكرار الرّوايات علّه يجد اختلافا و لو بسيطا … أرهقنا جميعا و أرهق نفسه بالرّكض قبل أن يتوقّف في الصّفحة الأخيرة و يدرك أنّ شخصا واحدا من بين كلّ هؤلاء أعدّ جوابا لأبسط الأسئلة و أتفهها و لم يتخلّ عن القضيّة أبدا و لم يغادر المكان آملا دفع التّهمة عنه و إعادة ترتيب الأحداث بما يوافق براءته وحده … اكتشف مذهولا أنّ المعتدي لم يكن غير الكاتب نفسه و انهار معترفا …
|
||||||||||||
![]() |
![]() |
#152 | ||||||||||||
![]() ![]() ![]()
|
![]()
[]
أثير حلم 2021/7/20 وانا ابن السّابعة عشر حدثتني نفسي كثيرا أن أقتلها، رغم أنها تحبني .. لكنني أخاف منها، وأخاف أن تعرف أني أهم بقتلها، قبل أن تنفذ الى جسدها الكاهن طعنات خنجري، امرأة مزلزلة، بل كارثة .. فإذا ما أرادت أن تعرف شيئا قبل أن تسألني .. ترهبني، تحدق بعينيها اليَّ وتتأملني .. أحيانا تنتهرني ! تقول لا تكذب ! ثم تسألني، قبل أن تنهي الشطر الأول من السُّؤال، يكون قد وصل إليها الشطر الثاني من الجواب ! تقول أحياناً : الجواب ناقص ي ولد!، تذكر ربما نسيت شيئا، .. فتذكرني بذلك الشيء الذي ادعي أني نسيته قبل ان أتفوه به .. تذهلني كثيراً ! بما تفعل ، بعد أن تغادرني ! أسال نفسي : لماذا اذن تسألني .. ؟وهي تعرف الجواب . يا لها من عَرّابة ماكرة ، مجنونة .. تصيح من مكان قريب : استغفر لذنبك يا ولد ! سمعتك، كيف تتهم معلمتكـ بالجنون ! .. أضع يدي فوق راسي ! يا الله ما هذه المرأة الــ..............! لا .. لا.. أخاف أن تسمعني ، تصيح من خلفي، هاه ْ ~ إياك ي ولد ! احذر ! أقول : سيدتي أنا لا استطيع أن أفكر أو أحدث نفسي بشيء ابداً.. أنتِ ترهبينني ؟ تقول : أعوذ بالله يا بني ! هل أصبتَ بالجنون ! لا تكلم نفسك ؟ ، وأنا هنا ، موجودة معك .. هاته المخيلة، ذكرتني بصديقين من بني أنمار بنَ يعربَ .. أحب احدهم الأخر حباً عظيماُ سنين عديدة، كانت عامرة بالوفاءِ .. افترقا عن بعض اذ باعدت بينهما ظروف الحياة والسفر، فلم يتواصلا إلا من خلال الرّسائل المنقولة .. لكن احدهما أصابه الملل والضجر من هذه الصداقة، يبدو أنها لم تكنْ صداقة جيدة .. لأن الصّاحب ـ احدهما ـ كان يذكر صاحبهُ دائماً في كل رسالة يبعثها إليه، بما كان يقدمه إليه من أفضال في مواقف كثيرة قبل افتراقهما.. في هاته المخيلة ، تذكرتُ " دابةَ سبأ " التي فجرت سد العرم، على رؤوسهم .. فأنهال عليهم السد وعلى من بقي من سلالة أبناء سبأ الثلاثة عشر، فجرفهم السيل بجنتيهم فلم ينجو منهم احد .. ذهبت الى عرابتي في الدِّير ، وقبل أن اسألها عن الخراب! قالت يا بني : لا تسلم زمام أمرك الى أحدا مهما أحببت ! فيأسرك فلا تستطيع منه الخلاص .. قبلتُ رأس عرابتي الشمطاءَ كعادتي، وبقيت أعاودها في دير النُّسُك، وانتهيت عن فكرة قتلها، لكنني لم استطيع منها الفَكاك .. صاحت من ورائي،يا بني ،أما زلت تفكر بقتلي ؟ ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,, |
||||||||||||
![]() |
![]() |
#153 | ||||||||||||
![]() ![]() ![]()
|
![]() |
||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |